أنطوان القزي

ما حصل في بيروت مساء الثلاثاء الرابع من شهر آب لا يشبه الزلازل والانفجارات التي سبقته، لأن تلك كانت معروفة الأسباب والظروف والدوافع.. أما في بيروت فهو قضاء وقدر أو احتكاك أسلاك كهربائية أو تلحيم أوكسيجين.. لا أحد يجرؤ على الحديث بصوتٍ عالٍ، لا يحسنون إلا تدبيج بيانات التنديد والإستنكار والوعود بما يشبه موضوع إنشاء في المرحلة التكميلية؟!

كثرت الزلازل التي ضربت بيروت ما بين القرنين الرابع والقرن السادس بعد الميلاد واعتقد بعض الناس أن الزلازل هي عقوبة بسبب عبادة الأصنام وعدم الاستجابة للديانة المسيحية. وحدثت زلازل بسيطة في بيروت أعوام 494 م و 502م و  529م و 543 م. أما زلزال عام 551 م فكان مدمرا إذ دمر بيروت تدميرا عظيما.

زلزال سادس ضرب بيروت عام 1261م وقيل أن العديد من الجزر التي كانت على ساحلها قد غرقت.

في 19 تشرين الأول سنة 1759م ضرب بيروت زلزال ضخم ودمّرها تميراً كاملاً بالإضافة للعديد من المدن الأخرى.

* سنة 1956 ضرب بيروت والمناطق اللبنانية زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر. جاء بشكل 3 مرات متكررة تفصل بين الواحدة والأخرى بضع دقائق، وتهدّم  على أثره 6000 منزل وتصدع عشرات الآلاف وقتل 134 شخصاً وجرح  آخرون102

الزلزال التاسع الذي حصل يوم الثلاثاء كان كارثة كبرى حلّت بلبنان وضَمّخته بدم شهداء وجرحى الانفجار الرهيب الذي ضربه في خاصرته البحريّة في مرفأ بيروت.

 

وبدت عاصمة لبنان المنكوبة والمفجوعة، وكأنّها ستختفي تحت ركامها؛ وما حصل لا يوصف.

 

وللصدفة، يحيي العالم اليوم الذكرى الخامسة والسبعين على إلقاء قنبلة هيروشيما ذلك الحدث الذي غيّر وجه العالم بعدما أنهى الحرب العالميّة الثانية.

4 آب 2020، يوم هو الأكثر شؤماً في تاريخ لبنان، كأنّه يوم الدينونة، المشهد يستحيل على الكلام ان يصفه، ولا أن ينقل صورة تلك اللحظات الجهنمية “التي تصاعد فيها الانفجار وغلالته الفطريّة فأزهقت ارواح العشرات وأهرقت دماء الآلاف من اللبنانيين ممّن يسعون الى رزقهم والافلات من حبل المشنقة الاقتصادية والمالية التي حكمت عليهم بالاعدام المعيشي”.

 

وما ميّز الزلزال التاسع يوم الثلاثاء هو أن إبليس اجترح فيه أعجوبة غير مسبوقة.. لقد اهتزت بيروت واهتزّ لبنان واهتزّ الشرق واهتزّ العالم .. ولم تهتز كراسي المسؤولين في لبنان، تصدّعت شرفات الأبنية وطارت شبابيك السرايا، أما كرسي حسان دياب فظلّت بقدرة إبليس مسمّرة في مكانها.. وعلى الأثر، أوصى دولته على يافطة كُتب عليها:” شكراً إبليس”؟!.