أنطوان القزي
لم يستطع الأستراليون أمس الاول الإثنين حبس دموع الفرح في عيونهم وهم يشاهدون البث المباشر على الأقنية التلفزيونية لمشهد لحظة العثور على الطفل أنطوني جونيور الفلك في منطقة باتي في الهانتر فالي.
ولم يستطع أحد أن يوقف الأستراليين عن الصلاة بين ظهر يوم الجمعة تاريخ اختفاء أنطوني وصباح الإثنين تاريخ العثور عليه وهو يشرب الماء ويغسل وجهه من ماء ساقية قريبة كما صوّرته كاميرا طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة .
وبين نيوساوث ويلز وكل الولايات الأسترالية توحّدت الأدعية والأمنيات كي يعود الطفل الى ذويه سالماً، وبين أستراليا ولبنان أقام اللبنانيون مقيمون ومغتربون مع أشقائهم من الجاليات العربية جسر صلوات بكل مناطقهم وطوائفهم وانتماءاتهم والصوت واحد “أعده الى أهله سالماً يا الله”.. وفي اليوم الرابع أعاده الله الى أهله.
أنطوني جونيور “المتوحّد” وحّد أستراليا بمشهدها الإنساني المعروف، وعبرها وجّه رسالة الى الذين يضطهدون الطفولة على هذه الأرض..
أستراليا كلّها كانت هناك، في منطقة باتي، ومَن لم يكن هناك بالجسد كان بالفكر والقلب والروح.
الشرطة كانت هناك بالطائرات والخيالة والمشاة ، وفرق إنقاذ الولاية “أس إي أس” كانوا هناك ورفضوا العودة الى مراكزهم أو منازلهم قبل العثور على الطفل وكذلك المسعفون الذين ناموا في السيارات، وهكذا فعل رجال الإطفاء والمتطوعون من أبناء الجالية وسائقو سيارات الإسعاف .. ساروا في البُرَك الآسنة وغطّت المياه أجسادهم، وجففوا بُركاً أخرى، صعدوا التلال وهبطوا في الأودية، ونالت الجراح منهم.. إلى أن حصلت الأعجوبة، طفل السنوات الثلاث يعود حيّاً بعد أربعة أيام قضاها مع لسعات الحشرات وبلا طعام ودرجة حرارة تتدنّى ليلاً الى 3 درجات فوق الصفر!.
تحية الى كل هؤلاء مجتمعين لأنهم اختصروا الروح الأسترالية في دائرة جغرافية صغيرة.
في ال”ويك أند” الأخير ، اختلف الأستراليون على الإغلاق، وعلى سياسة التلقيح واختلفوا على التدخل في أفعانستان وعلى سياسة المناخ، لكنهم اتفقوا على تجسيد الروح الأسترالية في البحث عن أنطوني الصغير.
أكرّر ونكرّر، شكراً أستراليا.
Recent Comments