في يوم الجمعة الرابع على عودته الى لبنان، شدّ الرئيس سعد الحريري الرحال الى زحلة وقضائها، في زيارة كادت أن تخلو من أي «دعسة ناقصة». صحيح أن موكبه الجرار اضطر الى اختراق زواريب زحلة، لكنه نجح في عدم إقحامه في زواريب السياسة الزحلية، فمن أرشده في زيارته بدا أنه عليم بكليهما.
وقد شدد الحريري في لقاءاته الزحلية على «العيش المشترك، ميزة زحلة، وإيمان لدى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته من بعده»، مؤكدا المضي في طريق «ثورة الارز، التي هي مسيرة حق وعدالة». وتمسك بإجراء «الانتخابات الرئاسية، مفتاح خلاص لبنان من كل أزماته». وقال: «هذه مسؤولية كبيرة على كل النواب، أن نحضر جميعا الجلسة الـ37 وننتخب رئيسا للجمهورية. وكما قلت في «البيال»، أيا كان الذي سيفوز، سأقول له «مبروك فخامة الرئيس». ودعا الحريري الى الكفّ عن «التحجج بالحق الدستوري» لمقاطعة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، وقال: «هذا ليس بحق أن يترك البلد 18 و19 شهرا من دون رئيس للجمهورية»، لافتا الى أنه «تصدر بيانات تشيد بحصول انتخابات في بلد ما، ونحن غير قادرين على انتخاب رئيس للجمهورية». كذلك شدد على إجراء الانتخابات البلدية.
وكان الحريري استهل محطته الزحلية، بين جمهوره الازرق في بلدة سعدنايل. صلّى في مسجد الامام علي بن ابي طالب، المسجد نفسه الذي كان قد صلى فيه في آذار 2009، انما هذه المرة صلى خلف مفتي زحلة والبقاع الغربي الشيخ خليل الميس، بعدما كان اهالي سعدنايل قد تمكنوا من ازاحة امام المسجد بلال الحشيمي المحسوب على 8 آذار.
في خطبة الجمعة شبّه المفتي الميس المنطقة بأنها «سد مأرب، قد يحاول بعض الجرذان ان ينخروه، لكن يبقى السد سدا ويبقى السعد سعدا، فكيف إذا أتى الى سعدنايل».
في سعدنايل، ألبسوه عباءة، وبثّوا له الأناشيد على مكبرات الصوت «يا سعد الدين يا سعدي طالع لمين؟» هتفوا باسمه وطالبوه بصورة «سيلفي» له معهم متجمهرين خارج المسجد، فلبّى طلبهم.
ثمّ انتقل الى مدينة زحلة، حيث يفترض أن محطته الوحيدة هي مأدبة الغداء التي أقامتها على شرفه رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام الياس سكاف. لكن الحريري، يرافقه النائب عاصم عراجي والمفتي خليل الميس ومدير مكتبه نادر الحريري، تمكن من ان يوازن زيارته بين الافرقاء الزحليين، فزار النائب ايلي ماروني في منزله بحي البربارة، حيث سمع من النائب الكتائبي الحرص على «لحمة 14 آذار». ثم انتقل الى منزل رئيس كتلة نواب زحلة طوني ابو خاطر في حارة الراسية الفوقا ولمس منه ارتياحا الى الدور الحواري الذي يقوم به منذ عودته الى لبنان، والانفراج الذي تتركه هذه الخطوة.
ولبّى الحريري دعوة ميريام سكاف الى مأدبة الغداء في فندق «كريستال قادري الكبير»، بمشاركة النائب ابو خاطر، بعدما كان قد اعتذر، وضمت الطاولة الرئيسية ايضا، الى صاحبة الدعوة والمكرم، النواب: عاصم عراجي، زياد قادري وأمين وهبي، النائب السابق جبران طوق، والسيدة منى الياس الهراوي.
وخصت سكاف الحريري بالترحيب الحار، وشنت هجوما على اداء نواب زحلة وبلدية زحلة – معلقة، مبدية عتبها على «تغييب المدينة عن الخريطة السياسية وعدم تمثيلها وزاريا وفي الحوار. وطالبت الحريري بـ»الضغط لإجراء الانتخابات البلدية».
من جهته أفرح الحريري جمهور «الكتلة الشعبية» مستذكرا رئيسها الراحل الياس سكاف، وقال: «نحن اختلفنا مع ايلي، ولكن كان بيته دائما مفتوحا وكانت العلاقات بيننا متواصلة كعائلة. ومن المؤكد أن الامور كانت مختلفة لو كنت أعرف في الـ2005 ما أعرفه اليوم لما كنا اختلفنا في السياسة ولا في أي مكان آخر. سامح الله من خلف بيننا».
ومساء استقبل الحريري في «بيت الوسط» القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز وسفير أسوج بيتر سمنبي.