كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

يحجّ السياسيون  اللبنانيون في هذه الفترة الى موسكو  كما ليس من قبل، فبعدما كانت باريس مربط خيل اللبنانيين، باتت خيولهم تتسابق باتجاه عاصمة الاتحاد السوفياتي السابق، صديق اليسار اللبناني!

اليوم يحج لبنان حكومة ومعارضة واحزاباً الى الساحة الحمراء يخطبون ودّها.. ففي منتصف حزيران الماضي طلب الرئيس الحريري من مستشاره لشؤون اللاجئين نديم المنلا التنسيق مع موسكو في قضية اعادة اللاجئين السوريين لتطويق مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل الذي اخذ على عاتقه التصرّف بهذه القضية.

امس وامس الاول زار الوزير باسيل موسكو للغاية عينها في محاولة لاستيعاب حركة الحريري «الروسية» والقضية ان الحريري يريد اعادة اللاجئين من البوابة الروسية دون التفاوض مع النظام السوري بينما باسيل يريد اعادة فتح البوابة السورية لإعادة اللاجئين عبرها.

وعلى الشطر الدرزي شاهدنا الزيارات المتعاقبة الى موسكو والتي قام بها تيمور جنبلاط ووائل ابو فاعور والتي تلتها زيارة الامير طلال ارسلان.

واذا علمنا ان الشرطة الروسية هي التي تنظم الأمور على حدود الجولان المحتل وانها هي ايضاً تمسك بالمفاصل الامنية في الداخل السوري وهي التي تفصل في الأمور السورية الداخلية، نرى اهمية الحج الى العاصمة الروسية والوقوف على خاطر الرفيق فلاديمير بوتين الذي كما يبدو اعاد النفوذ الروسي الى بيروت ليس عن طريق تظاهرات الشيوعيين والوطنجيين بل عبر خريطة جديدة للروس في الشرق الاوسط وعلى مسافة واحدة من الجميع.