بقلم هاني الترك OAM

افتتحت المذيعتان المتألقتان ديالا العزي  وهبة قصوعه برنامج «البيت بيتك» في «اس بي اس عربي 24» بواقعة والدرس منها:

«قاد سائق طائش سيارته وهو مخمور وفي داخلها اطفاله.. ولما استوقفه الشرطي تعمّد صدم سيارة الشرطي.. اعتقل وسوف يمثل للمحاكمة.

والدرس الذي طُرح في البرنامج على المستمعين من الحادثة هو كيفية تعامل الأباء والأمهات مع الناس وخصوصاً الشرطة امام الاطفال حتى يتعلموا الآداب العامة واصول السلوك واحترام القانون.

قلت لديالا وهبه:

«قصّت لي ابنتي الروحية نورما حادثة بطلها قريب لها وهو اب لطفل كان يلعب بالشارع بشغب على مقربة من الشرطي .. وقال الأب لإبنه : «اذا لم تكّف عن المشاغبة سوف أُبلّغ الشرطي حتى يعاقبك ويسجنك».. خاف الطفل وارتعب.

سمع الشرطي كلام الأب المرعب لإبنه فتقدم من الطفل وقال له : «لا تخف يا بني من الشرطة فإن الشرطي هنا لحمايتك وحفظ القانون واسمع كلام والدك».

انفرد الشرطي بالأب وقال له:

«لا يجب ان تخيف طفلك من الشرطة.. ولكن يجب ان تعلمه ان الشرطة تتعاون مع عامة الشعب وتحميهم وخصوصاً الاطفال من المجرمين وتفرض القانون والنظام .. فإن الشرطة في خدمة الشعب.

اجابت هبة بذكاء : «ان هذه الحادثة هي من صميم واقع قصة البرنامج.. فإن الأب الذي اخاف طفله من الشرطي هو مهاجر عربي .. متأثراً بالثقافة في بلادنا الأم التي تخيف المواطن.

قلت : هذا هو بالضبط يا صديقتي .. في بلادنا ننشأ على الخوف من معظم المؤسسات والدوائر والاشخاص في مراكز  الحياة: الخوف من الشرطة.. من الاستخبارات.. من الحكّام.. من المدرّسين .. من المديرين في السلطة.. ارباب العمل.. الأقوياء.. من الاثرياء.. حتى الأباء يخيفون اطفالهم ..

ان الطفل في حاجة الى الحب وليس التخويف.. فالحب هو اقوى سلاح في تنشئة الطفل السليم نفسياً وتعليمياً.

ومن هنا فإن المثل القديم : «العلم في الصغر كالنقش في الحجر».. يجب ان يسبقه المثل الحديث :«الحب في الصغر كالصخر في الكبر».

نشأنا في بلادنا على ان نخاف من معظم جوانب الحياة كأطفال وكبار حتى اننا نخشى ان نتكلم بحرية عن اي موضوع حساس يجول في صدورنا.. نخاف لأن الجدران لها آذان.

هنا قالت هبة: «لا بدّ ان الأب قد تعلّم الدرس».