By Hani Elturk OAM

صدر الاسبوع الماضي كتاب «الارهاب في استراليا» Terrorism in Australia : The Story of Operation Pendennis لمؤلفه السيرجنت المخبر بيتر موروني الذي عمل في جهاز الشرطة لمدة 17 عاماً واستقال من المنصب بتاريخ 2011.. وهو ابن مفوض الشرطة السابق كين موروني الذي كان يعمل عام 2003 .. بينما بيتر كان يعمل في وحدة مجابهة الارهاب.. وكانت استراليا تستعد للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة في سيدني هاربر.. وكانت العائلات المحتشدة تترقّب الالعاب النارية بينما كانت الشرطة تحت اشراف بيتر موروني تحاول تحديد موقع قارب كان يمكن ان يفجّر ويؤدي الى كارثة بشرية بعد هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 في نيويورك.
وكانت المهمة الموكلة للوحدة تسمى العملية السرية Pendennis .. وبدأت بالتحقيق بنشاطات محمود العمر الذي كان عضواً في عصابة الجريمة المنظمة وتحوّل الى مسلم متطرّف.
وقد اثيرت الشبهات حوله بأنه كان يخطّط لعمل ارهابي ولكن لم تكن تعرف الشرطة موعده ومكانه.. وعن طريق الصدفة وبينما كان موروني في حي لاكمبا شاهد محمود وهو يجرّ قارباً خلف سيارته .. واثار ذلك الشكوك لدى موروني في امره تخوّفاً من ان يذهب محمود الى الهاربر ويفجّر القارب في سفينة حربية راسية هناك.
وقبل الاحتفال بعدة ايام سحب محمود قاربه مع مصطفى شيخو وخالد شرّوف وعمر جمال وعبد الرقيب حسّان وهم اعضاء من اصل تسعة شاركوا في التخطيط لعملية ارهابية المسماة Pendennis التي كانت تهدف بجمع مواد كيمائية واسلحة وقنابل عام 2005.
و قد تصاعدت شكوك موروني حينما علم ان محمود قد اقتنى قارباً آخر لم تتمكّن الشرطة من العثور علي.
وفي مساء الاحتفال برأس السنة الجديدة كان مئة شرطي يفتشون كل قارب كان راسياً على سيدني هاربر.. وعناصر شرطة اخرى يراقبون منزل وسيارة محمود.. وهذا أُعلم وزير الشرطة آنذاك جون واتكينز باحتمال وقوع عملية ارهابية مدمّرة .
في ذلك المساء تمّ تحويل سفينة محمّلة بالزيوت الى اتجاه آخر غير سيدني هاربر تخوّفاً من تفجيرها.. ولمّا لم يتم العثور على القارب مع حلول الساعة التاسعة فقد طرقت الشرطة باب منزل محمود سائلة عن القارب الثاني وعثر عليه في شارع آخر .. ولكن ما الذي كان يخطّط محمود واصدقاؤه كان مجرّد تكهّنات اذ سافر محمود الى لبنان بإسم مزيّف وأُلقي القبض عليه في معسكر تدريب هناك. واعترف انه كان يقوم بعملية استطلاع على الهاربر قبل ان يصل الى لبنان.
وقال انه كان يهدف الى تنفيذ عملية ارهابية على قاعدة عسكرية بحرية وليس هجمات على الناس .. ولكنه لم يتمكّن من القيام بها لعدم توفّر المال لشراء اسلحة .
فقد ادت التحريات عن محمود الى الكشف عن اكبر مؤامرة لعملية ارهابية في استراليا.. ففي عام 2005 تم القبض على اعضاء العصابة وذلك بعد قضاء 16 شهراً من التحقيقات في العملية المؤلفة من خليتين الاولى في سيدني والثانية في ملبورن.
وهذا وقد تم اعتقال افراد العصابة المتطرفة ومحاكمتهم وهم قابعون الآن خلف القضبان الحديدية اذ كانوا يهدفون الى جمع الاسلحة والقنابل والمتفجرات التي باستطاعتها احداث التدمير الجماعي الشامل.