بعد أيام من الهجمات الدموية التي نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في لبنان وتركيا وبنغلادش والعراق ، يواصل الارهاب توسيع دائرة استهدافاته الى دول أخرى، إذ بينما كان السعوديون يستعدون للاحتفال بعيد الفطر ، ضرب الإرهاب في ثلاث مدن سعودية هي المدينة وجدة والقطيف، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين.
وأصيب في الهجمات القنصلية الأميركية في جدة ومصلون شيعة في القطيف ومركز أمني قرب المسجد النبوي في المدينة.
وفي الهجوم الوحيد الذي أوقع ضحايا عدة على ما يبدو، فجر انتحاري قنبلة قرب مقر أمني أمام المسجد النبوي في المدينة.
وبثت قناة «العربية» الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها أن ضابطي أمن سقطا في انفجار المدينة.
وأظهر شريط فيديو أرسله شاهد الى «رويترز» بعد انفجار المدينة سحابة دخان هائلة وسيارات متوقفة بحلول الليل مع صوت صافرات الإنذار في الخلفية. وبدا في صورة رجل أصيب بحروق وهو ينزف راقداً على محفة في أحد المستشفيات.
وفي صور أخرى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر دخان أسود يتصاعد من ألسنة لهب قرب المسجد النبوي.
وفي مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية التي يسكنها كثير من أبناء الأقلية الشيعية بالسعودية، دوى انفجار واحد على الأقل وربما اثنان قرب مسجد للشيعة.
وقال شهود إنهم رأوا أشلاء بشرية قد تكون للانتحاري في المكان.
وقال أحد سكان القطيف الذي امكن التواصل معه عبر الهاتف إن من المعتقد أن لا قتلى هناك باستثناء المهاجم نظراً الى ان المصلين كانوا قد انصرفوا فعلاً إلى بيوتهم لتناول الإفطار. وأضاف أن قوات الدفاع المدني تتولى تنظيف المنطقة وأن الشرطة تحقق في الواقعة.
كذلك ظهر في شريط فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي ويفترض أنه صور عقب تفجير القطيف، حشد هائج في أحد الشوارع، بينما تشتعل النار قرب مبنى وجثة مضرجة بالدماء على الأرض.
وقبل ساعات من ذلك قتل انتحاري وأصيب شخصان في انفحار قرب القنصلية الأميركية بمدينة جدة ثانية كبرى مدن السعودية.
وتفجير جدة هو الاول يحاول استهداف أجانب في السعودية منذ سنوات. ولم تعلن أي جهة فوراً مسؤوليتها عن الهجمات.
ويذكر ان «داعش» شن سلسلة هجمات في السعودية منذ أواخر 2014 أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص معظمهم من الأقلية الشيعية ورجال الأمن.
وزادت الشرطة ومجموعات من المتطوعين المحليين اجراءات الأمن قرب المساجد في القطيف منذ تفجيرات انتحارية أصابت مساجد في مناطق شيعية العام الماضي وأسفرت عن مقتل العشرات. وأصاب تفجير انتحاري مسجداً يستخدمه رجال الأمن قبل نحو سنة، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا.
الكويت
وفي الكويت، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أن السلطات الأمنية الكويتية تمكنت من تفكيك ثلاث خلايا تابعة لـ»داعش» كانت تخطط لشن هجمات «إرهابية» في البلاد. وقالت إنها قبضت على خمسة كويتيين، بينهم شرطي وامرأة، أقروا جميعهم بالتخطيط لشن هجمات على مسجد شيعي وإحدى منشآت وزارة الداخلية.
واعلن الجيش البولوني ارسال أربع مقاتلات من طراز «اف-16» الى 210 جنود الى الكويت والعراق للمشاركة في الائتلاف الدولي ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة.
«حزب الله»
وندد «حزب الله» بالتفجيرات الانتحارية الإرهابية التي استهدفت المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي في المدينة وأحد المساجد في منطقة القطيف.
وقال في بيان إن «هذه التفجيرات التي استهدفت أقدس الأماكن في بلاد الحرمين الشريفين، في أقدس الأوقات، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هي مؤشر آخر لاستخفاف الإرهابيين بكل مقدسات المسلمين وبكل ما أجمعوا على احترامه من أيام وأماكن، بما يؤكد انسلاخهم عن الأمة والدين الحنيف».
وأضاف :»إن ما قام به هؤلاء الإرهابيون مساء اليوم، وما قاموا به خلال الأيام الماضية من جرائم بشعة في تركيا والعراق وبنغلادش ولبنان وغيرها، يؤكد أن هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسي وشعبي واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره».
ورأى ان «استفحال الإجرام التكفيري ينبغي أن يدفع الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية إلى مراجعة فكرية شاملة لموقفها من الإرهاب وتسليحه و تمويله ودعمه سياسياً وإعلامياً وتغطية جرائمه وايجاد المبررات لها، وخصوصاً بعدما تبين أن بعض الجهات الداعمة والمؤيدة له أصبحت بدورها من أبرز ضحاياه».
ايران
وفي طهران، جاء في شريط وثائقي بثه التلفزيون الإيراني الرسمي أن «داعش» دفع 600 ألف أورو الى مجموعة من المتشددين ليحاولوا شن سلسلة هجمات في 50 موقعا بطهران ومدن كبيرة أخرى في إيران.
وقال مسؤولون في إيران خلال الأسابيع الأخيرة إن مقاتلين من «داعش» يستهدفون البلاد.
وقبل أسبوعين قال مسؤولون من الاستخبارات الإيرانية إنهم أحبطوا هجوماً إرهابية كبيراً واعتقلوا عشرة متشددين وصادروا نحو 100 كيلوغرام من المواد التي يمكن استخدامها في تفخيخ سيارات وغيرها من الهجمات بالقنابل في أماكن مزدحمة.