خاص بجريدة التلغراف

كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

اللون الأحمر عاد الى شوارع بيروت، هذه المرّة يتظاهر الشيوعيون ليس دعماً من السفارة السوفياتية ولا تنديداً بالاستعمار والامبريالية، بل مطالبة باللقمة والعيش الكريم.
لقد استنزفت تظاهرات 8 و14 آذار الساحات اللبنانية بالمليونيات وكان همّ المواطن اليومي بعيداً عنها.
وبعدما تحوّلت 8 و14 آذار الى مجموعة من الاحزاب اليمينية، هل تكون عودة «الحمر» مؤشراً لشعور حقيقي ينتاب المواطن اللبناني.. فالفقراء هم من ضفتي السياسة اللبنانية وعودة الشيوعيين الى الشارع جعل لعاب معظم اللبنانيين يسيل وحرّك لديهم حميّة حقوقهم المسلوبة؟!
هل يتغيّر الشيوعيون او هل تغيّروا ليحملوا لواء اللقمة والقسط والدواء بعدما تمّ تغييب هذه الثلاثية من قبل  الذين يتموّلون من الخارج.
التظاهرة الحاشدة التي شاهدناها يوم الأحد باتت تستحوذ على عطف معظم اللبنانيين «المهجّرين معيشياً»  داخل وطنهم، واذا كان الشيوعيون يرفعون اليوم لواء الحياة الكريمة فهذا يعني انه يجب قلب الصفحة بهذا الاتجاه لأن الشعارات السياسية التي اغرقت اللبنانيين في بحر العصبيات  اغرقتهم ايضاً في بحر العوز والتعاسة.
الشيوعيون عائدون ولكن بالأحمر المغموس بالعرَق وليس بغيره، فهل سيجدون آذاناً صاغية.