اعلن رئيس الوزراء في البرلمان عن قبول استراليا 12،000 لاجئ اضافي من سوريا والعراق ليصل مجموع اللاجئين الذين تستقبلهم استراليا خلال العام المالي 2015 – 2016 هو 25،750 لاجئاً استناداً الى اسس انسانية على ان يستقروا في استراليا بصورة دائمة. وسوف يركز البرنامج على احضار الاطفال والنساء والاقليات المضطهدة من اللاجئين.
وسوف يتم احضار اللاجئين من لبنان والاردن وتركيا المسجلين مع الأمم المتحدة علىان يصلوا الى استراليا مع حلول شهر كانون الاول ديسمبر المقبل.
وسوف يتم ارسال الرسميين الحكوميين الى الاردن لاجراء المقابلات والتأكيد على النواحي الامنية والصحية قبل ان يحضروا الى استراليا على متن الطائرات التجارية. وسوف يصحبهم مخبرون من وكالة الاستخبارات آزيو من اجل التأكيد على عدم تورطهم في اعمال غير قانونية او ارهابية. وعليهم قراءة القيم الاسترالية والخضوع لبرنامج ثقافي.
وتكلف الارسالية 700 مليون دولار على مدى اربعة اعوام اضافة الى 44 مليون دولار التي تمنح الى التنظيمات الانسانية الخيرية لمساعدة اكثر من 240،000 لاجئ لتحمل فصل الشتاء.
وسوف تعطى الاولوية للنساء والاطفال والعائلات والاقليات الذين يواجهون الموت والاضطهاد اكثر من الرجال المنفردين.
وتتعهد الكنائس برعاية بعض اللاجئين في حين ان الحكومة سوف تقدم السكن للبعض الآخر في مختلف المناطق في استراليا. والجزء الاعظم منهم سوف تقوم الجالية السورية برعاية بعضهم من اجل انجاح عملية استيطانهم. نيو ساوث ويلز سوف تأخذ 4000 لاجئ اذ قال رئيس حكومتها مايك بيرد انه مستعد لقبول المزيد اذ يعيش معظم السوريين في مناطق اوبرن وفيرفيلد وليفربول وليدكمب وبانشبول ويمنحون المساعدات الحكومية مثل سنترلينك.
وقال آبوت انه من المهم استقبال اللاجئين الذين ليس لهم ارتباط بالارهاب والذين لا يشكلون مشكلة على استراليا وبما يشمل اللاجئين المسلمين ومن بينهم الدروز واليزيديين والاكراد والاقليات المسيحية.
وقبل اتخاذ القرار الانساني لحكومة آبوت احتدم الجدل حول الانتماء الديني للاجئين السوريين والعراقيين الذين  تستقبلهم استراليا اذ قال رئيس الوزراء طوني آبوت انه يجب ان تُعطى الاولوية للاقليات منهم دون ان يحدد ما هي الاقليات التي يقصد بها.
اما وزيرة الخارجية جولي بيشوب فذكرت الاقليات المسيحية والدرزية والمارونية لأنها اقليات تتعرض للاضطهاد.
وكذلك طالب مالكولم تيرنبل بإعطاء الاولوية للأقليات المسيحية لأنهم ينسجمون  في المجتمعات الغربية داعياً الدول الاسلامية الى فتح ابوابها لاستقبال اللاجئين المسلمين.
وقال رئيس مجلس الشيوخ إيريك آبيت ان على استراليا قبول اللاجئين المسيحيين ودعمته الزعيمة السابقة لحزب امة واحدة بولين هانسون.
وقد تلقى آبوت رسالة مقتضبة من بعض النواب  تقول لا لمزيد من الرجال المسلمين الى استراليا وقبول اللاجئين الذين يندمجون بشكل كبير في استراليا.
غير ان زعيم المعارضة بيل شورتن عارض بشدة اختيار ديانة او خلفية عرقية للاجئين معتبراً ان الاقتراح خطير لأنه يجب تأمين ملجأ آمن للهاربين من الحروب وبصرف النظر عن انتماءاتهم  الدينية.
وقالت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد تحت عنوان «لا تسأل الغريق عن دينه قبل ان تنقذه ان قادة الجاليات الاسلامية في استراليا اعربوا عن غضبهم من تصريحات آبوت وبيشوب وتيرنبل ووصفوا المطالبة بحصر اللاحئين الذين يدخلون استراليا بديانات معينة بالعنصرية لأن من  شأنها ان تؤجج مشاعر الخوف من المسلمين الاستراليين.. واعتبروا ان المطالبة تخالف المبادئ الاسترالية التي تقوم على المساواة والفرص العادلة للمجتمع.
وهناك عدد من نواب الحزب الوطني يعارضون قبول اللاجئين استناداً الى عدم قدرة استراليا  على استيعاب اللاجئين ومن بينهم النواب إيان ماكدونالد ، جون كوك وجورج سيمتون.
وعلق زعيم حزب الخضر  ريتشارد اوناتلي عن  قلقة إزاء اعتماد سياسة تقوم على التمييز بين اللاجئين استناداً الى انتماءاتهم الدينية.
غير ان الاعلامية المعروفة ميراندا ديفاين كتبت في صحيفة الدايلي تلغراف مقالاً مطولاً حول الأزمة التي تواجهها اوروبا والعالم الغربي حثت فيه الحكومة الاسترالية على قبول المسيحيين من سوريا الذين يواجهون عملية تطهير في الشرق الاوسط اذ ليس امامهم اي بلد يذهبون اليه حتى انهم لا يمكنهم المكوث في مخيمات اللاجئين لأنهم يواجهون الاضطهاد فيها.
واضافت ديفاين: علينا ان نبذل العناية في احضار اللاجئين  والا  سوف تتكرر كارثة الحرب الاهلية في لبنان في الاعوام 1975 – 1976 حين سمحت حكومة فرايزر في برنامجها قبول اكثر من 10،000 مهاجر لم يكونوا لاجئين قاموا بالاحتيال على النظام. فقد وصل الى استراليا في  ذلك الزمن اللبنانيون  المسلمون الأميون من الاديان في الوقت الذي كانت فيه نسبة البطالة مرتفعة واستقروا في جنوب غرب سيدني حيث فشلوا في التفاعل مع المجتمع الاسترالي.
وانتقد المؤلف جيمس ماورو في ذات الصحيفة المملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج بعدم قبولها اللاجئين السوريين الذين ينتمون الى ذات الديانة وهي دول غنية يعتبر فيها الدخل الفردي من اعلى دول العالم. فإن الحكومة السعودية تشعر بالرعب من اللاجئين الى درجة ان وزارة الشؤون الاجتماعية تمنع السعوديين من تبني الاطفال اللاجئين السوريين مع ان السعودية وقطر تتحملان المسؤولية بشكل ما في الازمة الحالية من نشر الاصولية الوهابية ودعم الاخوان المسلمين في العالم الاسلامي.
ويضيف المؤلف ان لدى السعودية برنامج بناء يبلغ قيمته 850 مليار دولار مما يعني وجود الكثير من العمل في حين ان الاقتصاد الغربي لديه الفرصة الضئيلة لتوظيف اللاجئين بسبب عائق اللغة والمؤهلات.
وينهي الكاتب المقال بأن على دول الخليج الغنية ان تشارك في حصتها في قبول اللاجئين السوريين.
وتلقى قرار الحكومة قبول 12،000 لاجئ من سوريا والعراق الرضى لدى حزب العمال واعرب زعيم الحزب بيل شورتن عن ارتياحه للقرار.

تعليق من محرر الشؤون  الاسترالية هاني الترك

 ان قرار حكومة طوني آبوت باستقبال 12،000 لاجئ من الاطفال والنساء والعائلات من الاقليات هو قرار سديد وحكيم من الحكومة ولم يكن من الممكن تحقيقه الا بعد نجاح سياسة ارجاع قوارب طالبي اللجوء التي كانت تبحر بطريقة غير شرعية عبر البحار.
وكان من الصعب اتخاذ القرار لو كان العمال في السلطة لأنه بموجب سياسة الرئيسين السابقين كيفن راد وجوليا غيلارد بلغ عدد طالبي اللجوء الذين عبروا بطريقة غير شرعية 50،000 لاجئ مدعين  انهم يطلبون الحماية.
فإن قرار احضار اللاجئين السوريين والعراقيين وخصوصاً من الاقليات المضطهدة هو قرار سليم يجب امتداحه والثناء عليه.