بقلم هاني الترك OAM

استراليا دولة عظيمة متسامحة متناغمة غير عنصرية.. ولندع الارقام تتكلم: 42 في المئة من سكان سيدني مولودون خارج استراليا .. لا توجد اي عاصمة في العالم تتميز بهذه النسبة العالية.. حتى نيويورك التي تعتبر مدينة التنوّع والانصهار الحضاري تبلغ نسبة المولودين خارجها 29 في المئة.. وباريس 22 في المئة.. برلين 13 في المئة.. طوكيو 2 في المئة.. والعاصمة الوحيدة التي تتفوق على سيدني وبلغت 49 في المئة هي تورونتو يعود الى ان معظم الذين فيها من الاميركيين.. بعد استقبال استراليا المهاجرين بعد الحرب العالمية الثانية تحولت بسبب مساهمة المهاجرين الى دولة ملهمة مفعمة بالطاقة والحيوية والى دولة متعددة الحضارات.. فإن التعددية الحضارية هي واقع معاش والارقام تتحدث عن نفسها: حوالي سبعة ملايين استرالي مولودون في الخارج من العدد الاجمالي للسكان وهو 24 مليون نسمة.. والأكثر من هذا فإن عدد المولودين في استراليا ولهم رباط قوى مع ثقافات اخرى يبلغ 10 ملايين نسمة.
استراليا ترحب بالمهاجرين  وتستقبلهم منذ عدة اجيال.. ويعيش جميع المواطنين بتناغم.. فلا اضطرابات .. لا توتر او تعصب اذ تتميز بالوحدة وكأن الجميع فيها مجتمع واحد متماسك.. صحيح ان هناك الحاجة الى فعل المزيد بالنسبة للاجئين والأبوروجينيين ولكن الوقت لا يزال امامنا للقيام بهذه المبادرات.
لقد نجح المهاجرون بالذات في اقامة المصالح الخاصة ولكن الأهم هو نجاح اولادهم لأن اهم سبب للهجرة الى استراليا هو مستقبل افضل للأولاد.. ان مساهمة المهاجرين الكبرى ادت الى بناء استراليا ومهدت دخولها في القرن الحادث والعشرين كأمة متماسكة ومتناغمة.