تتجلى النظافةُ في أستراليا في كل ما ترمقه مقلتيك،فحذاؤك تمسحه مرة» بالشهر،وسيارتُك تغسلها بالشهرين وما دون،وثيابك تنظفها يوما» في الأسبوع،والبنية التحتية لسيارتك ودولاليبها تغيُّرها كل سنة أو سنتين،وذلك ليس من باب الشُّح،وإنّما الشوارع تُساوي بنظافتها وتنظيمها غرفَ نومنا.فلا ترى الغبارَ في الطرقات والأرصفة ولا على سيارتك وحذائك ومنزلك،والسبب يعود في احترام الناس للقوانين وفي اهتمام الدولة بموضوع البيئة المتمثلة بزرع الشجر والحشائش على جوانب الطرقات والعناية بالحدائق ذات بهجة تسحر الأفئدة وتسلية» وترويحا» للنفس ومتنفسا» للناس والأسرة.وأبهى صور النظافة تترائ أمامك هي نقاوة البحر ونظافة الشاطئ الرملي.فهنا تتنزه الناس على مرافق الشواطئ لأنها تجذبهم برونقها، ويلفت نظرهم روائع المناظر الطبيعية والتي لم تلوثها إهمالات واللا مبالات والاعتداءات من أعداء البيئة والإنسانية.
وعندما تدخل محلات صيانة السيارات وكأنك داخل على فندق،ونظام فرز النفايات من المصدر ساعد في توفير مظاهر النظافة والحفاظ على سلامة الماء والهواء والغذاء.
وطريقة وضع المستوعبات بالأحجام الثلاثة يزيد في عملية تجميل المدينة،والأجمل تغطية أشكال المستوعبات بسترة الألمنيوم،والأجمل هنا هندسة الساحات العامة وكأنها الحديقة الخلفية لمنزلك.
فولا صلابة الدولة في تطبيق قوانين النظافة على الناس لصارت القارة مثل واقع بعض الدول الإفريقية،ولكنّ الدولة عالجت ملف النفايات منذ تأسيسها وإلى الآن من دون ضجيج وصفقات وسمسرات،ولكنَّ المناطق التي أكثر ساكنيها من الشرق الاوسط ومن القارة الهندية هي أدنى نظافةً من المناطق التي يقطنها غربيو الهوى والهويَّة.فبلداتهم تُعتبر من المناطق الاغلى ثمناً،فالنظافة أضْفَتْ قيمةً معنويةً ومالية على كل بلدٍ وبلدة.
فالدولة لا تتهاون في موضوع النظافة وخصوصا» على المواد الغذائية من المأكولات والمشروبات والصحة والبيئة العامة،وعلى الملابس والمدارس والمستشفيات والباصات والقطارات،حتى أنك لتجِدُ الحيوانَ نظيفاً في مظهره كحرص الإنسان على نظافة أسنانه عند كل صباح ومساء.حتى السياسة هنا تشمُّ منها رائحةً نظيفة تخلو من سموم التصريحات والقتل والتعنيف.
فقيمة البلاد بقدر الحفاظ على كنوز البيئة وبالنظافة بمعناها الأشمل.