في مطلع السبعينات اعادت الولايات المتحدة هاربين كوبيين وصلوا الى شواطئ فلوريدا بحجة الهروب من نظام فيدال كاسترو، وما كادوا يستقرون في مدينة ميامي حتى بدأوا يشكلون نواة شغب مؤيدة لنظام هافانا، لتعيدهم واشنطن من حيث اتوا .  المشهد تكرّر منذ يومين في المانيا حين اشتبكت مجموعة من اللاجئين السوريين في احد مراكز اللجوء مع الشرطة الالمانية وبعضهم يحمل اعلام داعش. غريب امر هؤلاء؟  ما داموا مقتنعين بالنظام الداعشي فلماذا يهربون من إمارة الرقة الى ميونيخ وبرلين وهامبورغ؟ هل ليطلبوا العيش الكريم ام ليؤسسوا إمارات جديدة لهم؟ كيف ستعامل اوروبا مع مندسين بين اللاجئين، كيف ستقدّم الطعام والبطانيات ومراكز الإيواء لإناسٍ يقتلون المواطنين السوريين مرّة بالشواء ومرّة بالرصاص ومرّة بالذبح. وهل نلوم بعد اليوم الدول التي ترفض لاجئين؟ يكفي مشهد المواجهة الداعشية مع الشرطة الالمانية ليجعل العالم يعيد النظر  بموقفه من اللجوء الانساني؟  حرام ان نظلم الابرياء والمحتاجين والمعذبين حتى في اقاصي الارض.