كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

حسناً فعل الزميل هاني الترك في تعليقه يوم الجمعة الماضي على الذين يسخرون من طريقة أداء أتباع كنيسة العنصرة الخمسينية للصلاة والتي ينتمي إليها رئيس الوزراء سكوت موريسون، ويبدو أن مقدم برنامج Tonightly على قناة ABC توم بالارد (الصورة) لم يعجبه المؤمنون الذين يرفعون أيديهم معاً أو يشبكونها أثناء الصلاة.

فربما لم يكن لدى هذا المقدم فكرةً يتحدث عنها، فراح يسخر من إحدى الفئات الدينية في المجتمع الاسترالي.

ولم يخبرنا بالارد «المثقف»، هل هو ناقم على الدين بحدّ ذاته أم على طريقة أداء الصلاة؟.

فإذا كان ناقماً على الدين، عليه أن يستقيل من المجتمع الذي يعيش فيه لأن فئة كبيرة من المواطنين تنتمي إلى ديانة سكوت موريسون.

أما إذا كان ناقماً على طريقة الصلاة، فإننا نحيله على عادات الشعوب في تأدية صلواتها: فمنهم مَنْ يقف ومنهم مَنْ يركع ومنهم مَنْ يضرب على صدره ومنهم مَنْ يرتل ويرفع رأسه نحو السماء ومنهم مَنْ يجلس القرفصاء، ناهيك عن عادات كثيرة هندوسية وبوذية وسيخية ومندائية وإفريقية يمارسها أصحابها في استراليا!.

ولو تعرّف المقدم المذكور على هذه العادات لكان أعفى نفسه من انتقاد طريقة صلاة الكنيسة الخمسينية.

ربما ينتقم بالارد من سكوت موريسون لأن الأخير كان رأس حربة ضد زواج المثليين، أو ربما يكون المقدم عينه من فئة الثلاثين بالمئة من الملحدين في استراليا لأنه معجب بجوليا غيلارد وسواها من غير المؤمنين.

حسناً فعلت قناة ABC عندما ألغت البرنامج عن موقعها بعد ما تعرّضت إلى الكثير من النقد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وختاماً، هل يدرك هذا الإعلامي أن الناس انتخبوا سكوت موريسون لنهجه السياسي وليس لعقيدته الدينية.. وأن الإعلاميين المفلسين يتطاولون على معتقدات الناس ليشتهروا على ظهورهم وهو واحد منهم.؟!