بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي OAM

الأسبوع الماضي، إضطر رئيس الوزراء سكوت موريسون وعدد من الوزراء لتأنيب نائبة رئيس دائرة الصحة في فيكتوريا آناليس فان ديمن التي قالت بمناسة الذكرى 250 لوصول الكابتن كوك الى أستراليا:” إن غزو الكابتن كوك لأستراليا هو مثل غزو وباء كورونا، فكلاهما خلقا الموت والرعب وأهلكا السكان”!

موريسون الذي أثنى على عمل فان ديمن الطبّي وما تقوم به في مجال محاربة الفيروس التاجي”كورونا”، طلب منها أن تهتم بعملها ولا تتحدّث عن التاريخ، لأن هناك اختصاصيين في التاريخ يتحدّثون عن شخصية كابتن كوك وسواه !.

الدكتورة فان ديمن لا تخبرنا لماذا سار جدّها الهولندي على خطى “الإرهابي” جيمس كوك واستوطن استراليا واحتل مراكز حكومية رفيعة، ولا تدرك أنه لولا مجيء كوك الى أستراليا ، لما كانت هي اليوم تحتلّ هذا المنصب المرموق في ولاية فيكتوريا؟!.

المهم، إن ما أدلت به فان ديمن وردود موريسون وداتون ورئيس وزراء فيكتوريا دانيال أندروز عليها، يذكّرنا بقصة الفنان العبقري مايكل أنجلو والإسكافي، واقرأوا القصة:

نزولاً عند رغبة البابا يوليوس الثاني، أنجز الفنان مايكل أنجلو تمثال موسى الشهير عام 1516 وذلك بعد وفاة البابا بثلاث سنوات.

ويذكر أن ” مايكل أنجلو ” بعد الإنتهاء من تحفته الفنية وقف امامها بكل ثقه وخاطبها قائلا ( أنهض يا موسى .. تحدث يا موسى ) وبعد عدة محاولات فاشلة .. غضب أنجلو وضرب التمثال بالمطرقه مسبباً فيه شقاً  لا يزال ماثلاُ الى اليوم  علماً أن التمثال معروض في كنيسة القديس بطرس في روما.

ويُذكر أيضاً أن أنجلو عرض التمثال للجمهور قبل إدخاله الى الكاتدرائية الشهيرة، وراح الناس يمرّون بأعداد كبيرة من أمامه إلى أن وصل ألى المكان إسكافي يعمل في إصلاح الأحذية ، فتوقّف وراح يتأمل في حذاء التمثال  ثم نظر الى أنجلو الذي كان موجوداً وخاطبه قائلاٌ:

“” أعتقد أن ربطة الحذاء اليمنى هي أطول من ربطة الحذاء اليسرى وعليك إصلاحها”، فنظر أنجلو الى الحذاء ثم توجّه الى الإسكافي قائلاً :”معك حق”.

ويبدو ان الإسكافي استطاب ما حصل وان ملاحظته كانت في مكانها، فرفع نظره وراح يتأمل أجزاء التمثال لينظر مجدّداً الى مايكل انجلو ويقول” أعتقد ان الكتف اليمنى تحتاج أن تكون نحيفةً أكثر”.. هنا عاجله انجلو بعصبية قائلاً :”إبقَ في الحذاء ،لأنه مجال اختصاصك”.!

فهل مَن يقول اليوم للدكتورة فان ديمن:” إبقَي في الحذاء”؟!.

أعتقد أن موريسون قالها ولكن بتهذيب!.