بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

أحيت كوسوفو هذا الشهر ذكرى مرور 20 عاما على تدخل قوات حلف شمال الأطلسي الذي أنهى الحرب مع صربيا ومهد الطريق لاعلان الاستقلال بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
صدًقوا أو لا تصدّقوا، فقد أزاحت دولة كوسوفو المسلمة الأسبوع الماضي الستار عن تمثال للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في قلب مدينة بريشتينا التي تجسّد الذاكرة السوداء في الحرب اليوغوسلافية.. ولم تتوقف القصة هنا فقد شملت المراسم أيضاً إزاحة الستار عن تمثال نصفي لوزيرة الخارجية الأميركية آنذاك مادلين أولبرايت (الصورة) والتي حضرت الفعالية.
في 12 حزيران/يونيو 1999 انتشرت قوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو بعد حملة قصف استمرت ثلاثة أشهر ضد القوات الصربية، وهو التاريخ الذي يمثل انتهاء سيطرة بلغراد فعليا على إقليمها السابق.
ويحظى كلينتون بشعبية في كوسوفو لدوره في انتهاء الحرب.
وبعد وصوله إلى بريشتينا، كرّمه الرئيس هاشم تاجي بوسام قال إنه «عربون تقدير … للحرية التي جلبها لنا».
ورد كلينتون مبتسما إنه «يفتخر دائما» بإسهامه.
وكما أن الحرية لا تعترف بدين كذلك العبودية، وبين ما حصل منذ عشرين عاماً في كوسوفو وما يحصل اليوم في فلسطين والشرق الأوسط هي المسافة بين الحرية والعبودية وبين الديموقراطي بيل كلينتون الذي وجّه لكمة للروس بواسطة كوسوفو وبين الجمهوري دونالد ترامب الذي وجّه لكمة لكل العرب وقدّم القضية الفلسطينية والجولان هدية لإسرائيل التي أطلقت اسمه على أول مستوطنة جديدة في الجولان.

كلينتون أعاد كوسوفو بأموال أميركية وأوروبية وترامب باع فلسطين بأموال خليجية عربية؟!.

الحرية لا تعترف بالقيود ومن قال أن مادلين اولبرايت اليهودية الأب والمتحوّلة الى الكاثوليكية ثم الى الكنيسة الأسقفية البروتستانتية ستحظى بتمثال قي مدينة باتت رمزاً لمسلمي أوروبا؟!.
الحرية لا تتوقّف عند دين او لون أو عرق، ومن لا يصدّق فليسأل الكويتيين عن جورج بوش الأب؟!.