بقلم/ رئيس التحرير

أنطوان القزي

إنها ليست في البيت الأبيض ولا في الشانزيليزيه أو في ساحة الترافلغار في لندن، بل هي تقام في منزل راي وشيرلي وهبه كلّ شهر أيار من كل عام في منزلهما الكائن في أوتلاند في سدني.
منذ بضعة عشر عاماً بدأ راي وشيرلي تحقيق فكرتهما، فجمعت الترويقة في عامها الأول الحلقة الضيّقة من الأصدقاء وفِي العام الثاني تحلّق العشرات وراحت تتسع وتكبر دائرة المشاركين مع السنين مثل كرة الثلج ، هذه الترويقة التي يعود ريعها للأبحاث السرطانية جمعت هذا العام 300 ألف دولار حيث تدفَق المئات على منزل راي وشيرلي وهبه في ترويقة بدأت عند السادسة والنصف صباحاً واستمرّت حتى الرابعة بعد الظهر.
ليس هنا بيت القصيد الوحيد في القصة، بل الملفت هو أنّ راي وشيرلي يتحاشيان الأضواء ويبتعدان عن التطبيل والتزمير في ما يقومان به.. وأنا اليوم ربما أجرح  شعورهما في هذه السطور، لكن عمل الخير لا يستأذن أحداً، ولأن مغزى ما أعنيه هو أن يتعظ الذين يدفعون خمسين دولاراً ويريدون أن تذكر أسماؤهم على المسرح والحديث عن سخائهم و «يطنطنوا الدنيا» بما فعلوا…
لدينا الكثير في جاليتنا كي نتحدّث عنه غير الخلافات والشتائم على مواقع التواصل الإجتماعي والنيل من الكرامات…
لدينا الأيادي البيضاء وأكفّ الرحمة التي تحمل البلاسم..

أنحني مجدّداً أمام  راي وشيرلي وهبه وأعتذر إذا كنت قد جرحتُ تواضعهما.