قال وزير وزير البيئة الأسترالي جوش فريدينبرغ إن بلاده تتعرض لضغوط من أجل التعامل على وجه السرعة مع «أزمة» إعادة تدوير النفايات بعد أن حظرت الصين استيراد المخلفات الأجنبية.

وفي حين أن الحظر الذي فرضته الصين في كانون الثاني (يناير) لا يؤثر إلا على نحو 3.5 في المائة من المواد القابلة لإعادة التدوير في أستراليا، أوضح جوش فريدينبرغ وزير البيئة لإذاعة (إيه بي سي) أن الأمر لا يزال «قضية ملحة ومهمة».
وبحسب «الألمانية»، ذكر فريدينبرغ في مستهل اجتماع مع وزراء الدولة لمناقشة هذه المسألة أن الحظر «أتاح فرصة هائلة لأستراليا» لتوسيع قدرات إعادة التدوير المحلية، مشيرا إلى أن حكومة سيدني ستنتهز الفرصة وستعمل على «بناء قدرة محلية لإعادة تدوير مزيد من المواد، لتحويل مزيد من النفايات إلى طاقة والنظر في ضمان أن تكون جميع العبوات قابلة لإعادة الاستخدام أو يمكن إعادة تدويرها بحلول عام 2025».
ومن جانبه، يرى بيتر ويتش ويلسون عضو مجلس الشيوخ عن حزب الخضر الأسترالي أن بلاده لديها «أزمة إعادة تدوير، ولا يمكن تحمل مزيد من التأخير».

وتنتج أستراليا 64 مليون طن من النفايات كل عام، وتصّدر أكثر من 1.2 مليون طن من النفايات القابلة لإعادة التدوير إلى الصين، وفقا لبيانات حكومية.

وينتج الأستراليون ما يقارب من 600 كيلو غرام من النفايات المنزلية للشخص الواحد في السنة، وهو ليس أكثر مما تنتجه معظم دول أوروبا الشمالية، التي تضع معيارا في إدارة النفايات المستدامة.

وتم تصدير نحو ثلث جميع المنتجات البلاستيكية والورقية، والتي تم جمعها في الغالب من النفايات المنزلية، إلى بكين قبل الحظر، ويكافح عديد من المجالس المحلية من أجل التعامل مع تراكم النفايات غير المعاد تدويرها ذات الجودة المنخفضة، إذ يفكر البعض في إرسالها إلى مكب للنفايات. وقال مالكوم تيرنبول رئيس الوزراء الأسترالي إنه ناقش مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة أثناء وجوده في ألمانيا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مضيفا للصحافيين في بيرث أمس «الأستراليون بارعون في إعادة التدوير.. لكننا سنضطر إلى فعل مزيد». واستخلاص الطاقة من النفايات تتم عبر تحويل المواد غير القابلة لإعادة التدوير إلى حرارة، وكهرباء، أو وقود صالح للاستخدام، كما يمكن تحويل المواد الصلبة غير العضوية إلى طاقة عن طريق الاحتراق، ولكن احتواء المخلفات العضوية مثل المطابخ والحدائق على كثير من الرطوبة يعيق معالجتها بتلك الطريقة. في المقابل، عندما يتم إرسال المخلفات العضوية إلى المدافن تتحلل طبيعياً بواسطة الطفيليات، وهذه العملية تطلق غاز الميثان، وهو غاز دفيئ أكثر قوة بـ 25 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون.

ويقوم نحو 130 مكب نفايات في أستراليا بالتقاط الميثان ويستخدمه في توليد الكهرباء، وبناء على سعة توليد الطاقة المقامة وكمية المخلفات المتلقاة، فإن أكبر مكب نفايات بأستراليا يستهلك نحو 20-30 في المائة من الميثان المحتمل وجوده في المخلفات لتوليد الكهرباء.

وتقوم شركة «رافنهول» في ملبورن بمعالجة 1.4 مليون طن من المخلفات سنوياً، وتقترح توليد 8.8 ميجاوات من الكهرباء بحلول عام 2020.

وتذهب نحو 461 طنا تقريباً من المخلفات إلى وودلاون في نيو ساوث ويلز، وفي عام 2011 قامت الشركة الأسترالية بتوليد أربع ميجاوات من الطاقة الكهربية، فيما تتلقى محطة كهرباء سوانبانك جنوب شرق ولاية كوينزلاند 500 طن سنوياً ويولد 1.1 ميجاوات.

وما يتبقى من غاز الميثان يكون متوهجا بسبب سوء جودة الغاز أو عدم كفاية البنية التحتية للنقل، ويتأكسد أثناء انتقاله نحو سطح مكب النفايات، أو ببساطة يهرب، في الوقت الذي تتضاءل فيه قدرة توليد الميثان من المخلفات أيضاً بسبب أن المواد العضوية تبدأ في التحول لسماد بمجرد وصولها لمدفن النفايات.