بقلم هاني الترك OAM

وصلتني المقالة الآتية من الكاتبة صديقة «التلغراف» سميرة سلامه وهذا ردي عليها:

فتح الزميلان سيلفيا مزهر وفارس حسن في إذاعة اس بي اس برنامج «صباح الخير استراليا» بمقولة شعبية قد يوافق عليها البعض أو يرفضها هي: ان الشخص الذي يتزوج من غير ملته يقع في علة غير علته: اي ما هي الموافقة على الزواج المختلط أم لا : واليكم تجربة احد أولادي:

منذ فترة وجيزة لا تتعدى العام مر اصغر أولادي بأول تجربة عاطفية في حياته.. وهذا وضع طبيعي لكونه تجاوز سن المراهقة حيث اكمل العشرين ربيعا من عمره.

اخبرني بانه يحب فتاة جميلة تكبره بعامين وتبادله مشاعر الحب : ولكن المشكلة الوحيدة هي مشكلة الديانة: غير اني لم امنعه من الاستمرار أو نصحه بالاقلاع عن الفكرة لأنني اعلم انها اول تجربة عاطفية له .. وأمامه الكثير من الوقت حتى يبت في أمره من نفسه.

اما انا أخذت أفكر ما الذي يجب عمله في هذا الموقف الصعب وكيف اوجهه وانا التي اقدم النصيحة للقريب والبعيد.. فلم استطع حتى ان انصح نفسي لأننا في بلد يطبق الحضارات المتعددة والحريات المفتوحة.. وفي ذات الوقت اؤمن بقول سيف الاسلام الثقافي علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : لا تربو اولادكم كما رباكم أباؤكم فهم خلقوا لزمن غير زمنكم.

رأيت ان أفضل حل هو التوقف عن عمل اَي شيء سوى الصلاة بالصبر والإيمان والدعاء لله ان يحل المشكلة لصالح الطرفين والعائلتين.. ناجيت ربي ان يخرج ابني من هذه الأزمة على خير. ومع مرور الأيام استجاب الله لصوت ابتهالي اذ جاء ابني ليقول لي انه أنهى العلاقة مع الشابة التي كان يحبها لان عائلتينا لم تقبلا الفكرة.. ووفر على نفسه وعليها العذاب والمعاناة اذا تم الزواج بينهما .. لان اعتناق دين آخر سيؤثر عليهما أو على تربية الأطفال .

أود هنا ان أقول ان الصبر بالايمان على المحن كفيل ان يزيلها الزمن.

لذلك اعتقد اذا واجه الشخص مشكلة أو محنة يجب ان يعقلها ويتوكل على الله ولا يقنط أبدا من رحمة رب العالمين.. فإن الله رؤوف بالمؤمنين .

ردّ محرّر الشؤون الاسترالية

هاني الترك:

صحيح ان الزواج المختلط في المجتمعات العربية حالات نادرة ومستهجنة تخوفا من تغيير الديانة وتأثيره على تربية الأطفال.

ولان الهجرة أصبحت حالة كونية اجتاحت دول العالم .. فإن الزواج المختلط في استراليا ظاهرة مقبولة.. وهناك حالات ناجحة من الزواج المختلط في الجالية.. وخصوصا من أبناء الجيل الثاني.. ويقول البروفسور ابراهيم عطا في بحثه الميداني عن الزواج بين أشخاص من ديانات مختلفة ان الزواج المختلط يوافق عليه ١٠ في المئة من الجيل الاول في حين يوافق عليه ٦٧ في المئة من أبناء الجيل الثاني.

اَي ان الزواج المختلط واقع طالما بني على الحب المتبادل بين الطرفين.

اما القضية الثانية في المقالة تثبت ان الصلاة والابتهال الى الله والتوكل عليه بالصبر والإيمان له تأثير كبير على تغيير الأحداث والنفوس على حياة البشر.

وتحضرني في التاريخ قصة الفيلسوف الكبير اغسطينوس الذي كان منهمكا في نهب اللذات والشهوات العنيفة بالتنقل بين احضان خليلة واُخرى وكان فريسة الخطية.

كانت أمه مونيكا تصلي له بالدموع الساخنة ان يهدي الله اغسطينوس .. فاستجاب الله الى صلواتها بالصبر والإيمان .. وحدثت المعجزة فقد شعر اوغسطينوس بنفسه الممزقة بين مطالب الجسد فلجأ الى الله وانتزعه لارادة الخير . فتحوَّل الى الحياة الروحانية وأخذ يقرأ ويعلم نفسه فأصبح فيلسوفا واحد كبار الفلاسفة اللاهوتيين في العالم. ان غاية الانسان السعادة التي تؤدي الى طمأنينة النفس فان الله وحده هو الذي يعطي السعادة للمؤمنين.