ناشط اجتماعي ملأ منابر الجالية ومناسباتها الثقافية، مقدّماً ومحاضراً ومنسّقاً، تعرفه كل أطياف المجتمع وبات صلة الوصل بين كل الفئات، على انفتاح واعٍ ورفعة أخلاق وسعة معرفة.
لن أزيد، لأن د. عماد برو يجانب الإضاءة على نفسه، فهو الكبير بتواضعه.
في لقائه مع “التلغراف” ، يضع نقاطاً على حروف كثيرة، فهو يطرح أفكاراُ ويثير ملاحظات بهدوء الواثق وسلاسة المثقف.
والمفارقة، أن عماد برو عضو ناشط في حزب الأحرار الأسترالي ويعيش في بيئة عمالية، وهو أحد مؤسسي لجنة الأحرار أصدقاء لبنان.
ولد د. عماد برو في ساحل العاج في افريقيا من أبوين مهاجرين من بلدة الغويبة- لاسا قضاء جبيل هما جميل وخديجة.
وكان والده سافر بعمر 14 سنة الى السنغال في ثلاثينات القرن الماضي وقد سبقه الى الهجرة عمّه محمد برو الذي سافر أولاً الى السنغال والذي كان مراسلاً لجريدة البيرق اللبنانية وكان يعمل في التجارة.

عاد عماد الى لبنان مع شقيقته وأشقائه الخمسة وهو في عمر السابعة. والتحق بمدرسة عينطورة للآباء اللعازاريين في القسم الداخلي.
في هذه الأثناء عادت والدته الى لبنان واستقرّت مع العائلة في الشياح.
بعدما أنهى عماد دروسه الثانوية في عينطورة ، سافر الى فرنسا والتحق بجامعة مونتبيلييه وفيها أنهى اختصاصه في العلوم المخبرية السريرية مع دراسات عليا في علم الجراثيم.
انتقل عماد الى باريس حيث أكمل دراسة الدكتوراه ، ليعود الى لبنان ويعمل في عدة مستشفيات في اختصاصه ويعمل لفترة 14 سنة أستاذاً محاضراً في الجامعة اللبنانية كلية العلوم الطبية، وفي جامعة بيروت العربية التي درّس فيها مادة علم الجراثيم. كما كان أستاذاً زائراً في الجامعة اليسوعية.

سنة 1989، ونتيجة تردّي الأوضاع في لبنان، فكّر في السفر وتقدّم بطلبين ، الأول الى أستراليا والثاني الى كندا، فقُبل الى أستراليا، ولمّا جهّز نفسه مع زوجته للسفر الى أستراليا ، جاءته الموافقة الى كندا.
ولدى وصوله مع زوجته فاي الى أستراليا، تابع دورات في اللغة الإنكليزية وكان يعمل في مؤسسة مياه سدني- قسم التحاليل المخبرية والجودة لفترة أربع سنوات. ثمّ انتقل الى مركز الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية وبقي هناك حتى سنة 2020 تاريخ تقاعده.
انضمّ عماد برو الى رابطة إحياء التراث العربي وهيئة الصداقة المسيحية الإسلامية وكان أول ظهور فعلي له أثناء تكريم الفنان مارسيل خليفة سنة 2007 في بانكستاون. ثم من خلال المركز الثقافي الأسترالي العربي- منتدى بطرس عنداري.
انتسب الى المجلس العربي سنة 2004 وانتُخب رئيساً له سنة 2020. وهو اليوم منسّق الملتقى الأكاديمي في سدني.
عماد برّو متزوّج من فاي حلّاب ولهما ابن هو تشارلي المحامي المتخصّص في شؤون الضريبة.
وعن الحالة الثقافية في أستراليا، يقول د. عماد برو:» هناك حالة ثقافية هامة في استراليا، وطموحنا أن ننتقل من الحالة العددية الى الحالة النوعية الجيدة لبناء جسر تواصل مع جيل جديد يفتقد بمعظمه الى معرفة التراث العربي واتقان اللغة العربية، يجب تشجيعهم للإنضمام الى مثل هذه النشاطات عبر توفير الفرص لهم لإظهار ما يملكونه من خبرات ومهارات. وفي اعتقادي ان هذه إحدى الطرق الأساسية على المستوى الثقافي في أستراليا بعد ان فقدنا فعّالية مؤسسات تاريخية ثقافية كانت تعمل على ترسيخ هذه المفاهيم وأذكر منها رابطة إحياء التراث العربي خاصة بعد رحيل أحد مؤسسيها الأستاذ كامل المرّ وأحد الداعمين لها الأستاذ جان بشارة وقبلهما المرحوم بطرس عنداري، والمطلوب اليوم، وهذه صرخة وفاء لهؤلاء إعادة إحيائها من جديد برسالتها الأساسية والحد من الأعمال الكمية والإستعراضية على حساب النوعية المنتجة.
وللأسف لا يوجد لدينا في أستراليا دار نشر تكون بمثابة رقيب على النتاج الأدبي، لأن هذا النتاج في استراليا هو بمبادرة فردية وتفتقد الجالية فرص الدعم الحقيقي لإبرازها بأجمل حللها”.
وعن نصيحته للشبيبة يقول
د. برو: «أشجّع الشبيبة الصاعدة على الانتساب الى التجمّعات الثقافية والى الاحزاب السياسية المحلية للمساهمة والمشاركة في القرارات الأساسية لمستقبل أستراليا».
معلوم أن د. برو هو مستشار رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق طوني آبوت كما كان في لبنان مديرا لمكتب وزير الداخلية الأسبق بشارة مرهج.

بطاقة تعريف

الدكتور عماد برّو
- اخصّائي في العلوم المخبرية السريرية
-حائز على شهادة دكتوراة دولة (بي هتش دي) من فرنسا
في علم الجراثيم الطبية و السريرية وبعلم المناعة.
– هاجر الى استراليا في بداية التسعينات وعمل في مركز الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية
– حائز على تنويه رئيس ولاية نيوساوث ويلز لإنجازاته
في مجال الأبحاث العلمية و الأكاديمية.
– حائز على تنويه من رئيس حكومة استراليا لخدماته الاجتماعية و التطوعية.
– عضو في عدد من النقابات و الجمعيات المهنية و العلمية.
– عضو مؤسس و مشارك لعديد من الهيئات و المراكز الثقافية و الاجتماعية في لبنان و أستراليا (لا مجال لتعدادها هنا).
– من مؤسسي لجنة الصداقة الفلسطينية-الفرنسية.
– حائز على العديد من الجوائز التقديرية والأوسمة من لبنان وأستراليا وهيئات عالمية، نذكر منها على سبيل المثال
– وسام يوم استراليا لخدماته الاجتماعية.
– وسام رئيس ولاية نيو ساوث ويلز لإنجازاته في مجال الأبحاث العلمية.
– وسام من نادي الليونز العالمي لخدماته الإنسانية العالمية.
– وسام الصداقة من رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي.
– وسام حركة التحرر الوطني الفلسطيني
– فتح لمواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني.
على الرغم من إختصاصه في مجال العلوم المخبرية
والجرثومية، فإن عماد برّو من أكثر المهتمين و المشاركين في النشاطات الثقافية، فهو صديق الشعراء و الأدباء، يغمر إحتفالياتهم بنبض قلبه و يتقاسم معهم خبز الكلمة و المعرفة و المحبة.