بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

كنت أقرأ منذ أسابيع أن الصين تموّل فتح مدارس جديدة في دجيبوتي والصومال وبعض دول شرق إفريقيا ، وكنت أقرأ يوم الأحد : “إن معدلات الأمية في فلسطين تعتبر من أقل المعدلات في العالم”.

وظهر التقرير بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي صادف الأحد الماضي.

وفي قطاع غزّة المحروم من كلّ مقوّمات الحياة بسبب الحصار الإسرائيلي وفي ظلّ توقّف مساعدات الأونروا بلغت نسبة الأمية 2.8 في المائة في حين أن نسبة الأمية في لبنان هي خمسة بالمئة!.

وقرأت أمس الأول أن الدولة اللبنانية عازمة على إقفال 14 مدرسة رسمية بحجج وذرائع مختلفة منها أن المدارس المجانية تحتاج الى الكثير من التحسينات التي تبدأ من البرامج التعليمية والمعلمين والمعلمات وتنتهي في توافر بناء مدرسي مريح.

الخبر ولّد توجّساً لدى الأهل من عدم القدرة على اكمال تعليم أولادهم في مناطق المدارس المقفلة، لأنه  لا قدرة لديهم على تحمّل الاقساط ولا كلفة الأوتوكار ولا النقليات العادية..

ويتضمّن القرار الجديد إقفال مدرسة صربا حيث الكثافة السكانية المرتفعة وتحويلها الى مركز تجاري، والمضحك أن مدير المدرسة هو كسائر المدراء تفاجأ بالقرار وأنه غير مخوّل التصريح بهذا الشأن قانونياً ، بمعنى آخر “لفلفوها بين الوزارة والإدارة”.

  على ما يبدو أصبح قطاع التعليم في لبنان  عبئاً إضافياً على الدولة والأهل في آن ، وأن تخفيف الأعباء سيكون  على حساب الطالب ورب العائلة، لكن إقفال المدارس الحكومية لن يجدي نفعاً، لأنه إن لم تستثمر الدولة في أدمغة الجيل القادم، فلا أمل في المستقبل

ويبلغ عدد الطلاب في المدارس الرسمية في لبنان 328,040 طالباً (من بينهم 264,364 طالباً لبنانياً) أي ما يشكل نسبة 30.7% من إجمالي الطلاب في مرحلة التعليم العام ما قبل الجامعي، بحسب ما ذكرت أرقام “الدولية للمعلومات”.

فبعد تقنين في كهرباء العيون ها هم بدأوا التقنين في كهرباء العقول وما يوفّرونه في إقفال المدارس اليوم سيدفعونه عاجلاً أم آجلاً في  توسيع السجون..

في الماضي كانوا يقولون ” من فتح مدرسة أقفل سجناً” وفي لبنان نقول اليوم:” من أقفل مدرسة فتح سجناً”؟!. مبروك.