أنطوان القزي

الذين كانوا يهاجمون السفارات وتدخّلها في الشأن الداخلي اللبناني، كانوا أول من وافق على دعوة السفارة السويسرية في بيروت ماريون ويشلت الى عشاء «حواري» مساء أمس الثلاثاء.
فهل هناك سفارات بزيت وسفارات بسمنة، وهل السفيرة السويسرية لديها من الَجمال ما يستحق تجاوز الاعتبارات السابقة.
غريب: لم يتذكروا مؤتمرات جنيف ولوزان وبال في سويسرا، فقط تذكروا أن أموالهم في تلك البلاد وأنهم اذا لبوا دعوة السفيرة ماريون ويشيت فربما يرفعون لهم الفائدة!.
في الماضي، كانت عبارة «عشاء السفارة» تحمل ألف دلالة:» صفقات ومؤامرات وتركيبات وخيانة وعمالة»، أما اليوم، فلا بأس، لأن الناقم عادة على السفارات تراه اليوم مسروراً لأنه مُدرج على لائحة «حارسة أموالنا».
ورغم أن بلادها تحقق في قضايا تبييض أموال في القطاع المصرفي اللبناني يعود بعضها الى مقرّبين من المدعوين الى مائدة سعادتها، فإنها كانت مصرّة على استعراض الأجبان السوسرية في عشاء السفارة.

واللافت، ان هناك أطرافاً على طرفي نقيض في السياسة اللبنانية رأت أن لا فائدة مرجوّة من حوار سويسري جديد لأن ال» مَونة « السويسرية على الأطراف اللبنانيين غير وازنة.
وبعد أن برّرت القوات اللبنانية اعتذارها عن الحضور ببيان، غرّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على حسابه عبر «تويتر»، كاتبًا: «ما تقوم به السفارة السويسرية هو دعوة عدد من الأحزاب لحوار فولكلوري غالبية المشاركين فيه أحزاب فاسدة ساهمت في تدمير البلد وهو فاشل سلفاً”.
أيها السويسريون، نحن نعرفكم أهل سياحة وخبراء مصارف، أما في الأزمات السياسية فلا تاريخ لكم، فلا تجرّبوا في لبنان ما جرّبه كثيرون قبلكم وفشلوا..بإمكانكم فقط أن تزوّدوا اللبنانيين بأسماء السارقين والناهبين ومحوّلي المليارات الى مصارفكم ..على الأقل كي يبقى اللبنانيون يحبونكم؟!.
ولكنّ الله سلّم وتأجّل العشاء؟!!.
.