بقلم بيار سمعان

في 19 آب 2014 أطلق قداسة البابا فرنسيس، خلال عودته من زيارة كوريا الجنوبية، تصريحاً قد يكون بمثابة إنذار، عندما اعلن للصحفيين الذين رافقوه خلال زيارة البلد الأسيوي، أنه سيعيش بضعة سنوات، ثم يغادر العالم إلى “منزل الآب السماوي”.
فهل تحسس البابا أنه لن يعيش طويلاً، أم أنه أراد أن يوجه رسالة تحذيرية، إن ما سيشهده العالم خلال السنوات المقبلة القليلة سيكون شديد الخطورة على العالم ويهدد سلامته الشخصية ويشكل خطراً على السلام في العالم؟ وهل أراد البابا فرنسيس أن يشير إلى القوى الخفية التي تسعى إلى القضاء على الأديان السماوية، وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية، في محاولة لفرض مفاهيم دينية جديدة.؟
قبل ثلاثة أسابيع من وفاته في 24 آب 2007، أجرى المنتج والمخرج الأميركي آرون روسو Aron Russo لقاءً مصوراً كشف فيه خفايا أحداث 11 أيلول ودمار برجي التجارة العالمية في نيويورك، واتهم عائلة روكفيلر التي حاولت استمالته أنها تقف وراء هذه العملية.
وكشف روسو عن لقاءات مع آل روكفيلار اطلع خلالها على خطتهم للسيطرة على العالم واستعباد سكانه وسعيهم لتغيير النظام العالمي، وفرض الشرائح الإلكترونية على الناس بواسطة التلقيح الالزامي, وفرض نظام مالي غير نقدي، وتحويل الناس إلى عبيد وخدم يتحكمون بهم وبأموالهم من خلال تحكمهم بالشرائح الإلكترونية.
وأكد روسو أنهم يريدون فرض حكومة عالمية واحدة يتحكمون من خلالها بسكان الارض ويحولون الناس إلى مجرد عبيد لهم. ولفت روسو الى أن أحد أفراد عائلة روكفيلار أخبره قبل سنة من وقوع حادثة نيويورك أن حدثاً خطيراً سيقع قريباً وأنه سوف يتم غزو أفغانستان للتحكم في بحر قزوين، ثم سيجري غزو العراق، للتحكم بحقول النفط وإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط. كما ستحاول المجموعة (روكفيلار و روتشيلد…) التخلص من تشافيز في فنزويلا.
وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب، خاصة بعد أحداث 11 أيلول، هي بالواقع حرب ضد عدو غير حقيقي، وأن كل الأمر هو مجرد خدعة كبيرة. لكنها الطريقة الوحيدة للتحكم بالعالم.
أسرار كثيرة أتى روسو على ذكرها خلال هذا اللقاء المصور مع العلم أن أرون روسو ترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأميركية، في محاولة منه للانقلاب على هذه الخطة، لكنه توفى في مستشفى الأرز سينا في نيويورك بعد إصابته بسرطان الدم. وسرت إشاعات أن وكالة المخابرات المركزية (CIA) قتلته بعد أن كشف الحقيقة بشأن خطة آل روكفيلار.
بيل غيتس:
تقدر مؤسسة أوكسفام Oxfam أن مؤسس ميكروسوفت، بيل غيتس قد يصبح أول تريليونير في العالم بغضون 2042.
منذ أن غادر غيتس إدارة ميكروسوف في عام 2006، كرس وقته وموارده للقضاء على الأمراض المعدية وتحسين التعليم في جميع أنحاء العالم، من خلال مؤسسة بيل وماليندا غيتس.
ومنذ عام 2013، تبرع غيتس بمبلغ 28 مليار دولار على الأقل لمؤسسته، بغية تحقيق أهدافها الإنسانية. لكنه بالمقابل خصص مبلغ 200 مليون دولار في شركات تنتج الأدوية واللقاحات، مثل شركات Wyeth و Schering و Gilead و Boots و Walgreens وجونسون. وهي شركات يمتلكها كلياً أو يمتلك أسهماً فيها.
بالإضافة إلى شركات Morck و Farmacia ومركز Lily للتكنولوجيا البيولوجية والعديد غيرها من المؤسسات التي تعني بالعقاقير واللقاحات.
ومنذ انتشار وباء كورونا يركز بيل غيتس على وجوب تلقيح جميع سكان الكرة الأرضية، دون أن يحدد نوع اللقاح، كما يطالب بضرورة فرض الشرائح الإلكترونية، ليلتقي مع ما يطالب به آل روكفيلار وروتشيلد وآخرون ينتمون إلى نفس المجموعة التي تسعى إلى السيطرة على العالم وخفض عدد سكانه وإقامة حكومة عالمية.
وتتعاون جميع هذه الشركات الطبية معاً لاختراع لقاح مشترك لمكافحة وباء كورونا، الصفة المشتركة لديها أن بيل غيتس يمولها جميعاً. ويبدو للوهلة الأولى أن هذا الرجل قد يصبح المستفيد الأول من انتشار الوباء، في حال جرى اعتماد اللقاح الذي تعمل شركاته على ابتكاره منذ سنوات. فكلما تعاظم الوباء، ازدادت الأرباح وارغم الناس على القبول بتوصياته وشروطه… وهذا ما يفسر المبالغة في تعميم خطورة كورونا واحتمال قضائها على 30 مليون نسمة، كما بشرنا غيتس نفسه عام 2017.
والخطورة أن منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ووسائل الإعلام ورجال اختصاص يتعاونون معاً على تضخيم الأمور ونشر الرعب في نفوس الناس.
لدرجة أن البعض أصبح يشيع أنه في حال عدم وجود فيروس، لا بد من اختراعه لتحقيق الربح وإحكام السيطرة على الناس. فالخوف من الموت يدفع الإنسان لقبول كل الحلول والعلاجات المطروحة عليه والمتوفرة في الأسواق.
البيرت بايك:
لكي نفهم أكثر حقيقة ما يجري، باعتقادي يجب العودة الى شخصية اميركية تعتبر هامة في هذا المجال. البيرت بايك 1809 1891  كان المدعي العام في اميركا، وضابطاً في قوات الاتحاد، وكاتباً وماسونياً من الدرجات العالية, كما كان صحافياً ومحامياً.
سنة 1859 انتخب القائد الاعلى للمحافل تقديراً لمعلوماته الواسعة ولخدماته للمحفل السكوتلندي. وضع عدة مؤلفات في اخلاقيات وعقيدة المحفل السكتولندي ويعتبر من الشخصيات المؤثرة في المحافل.
لكن اي تكمن اهمية البير بايك؟
وما علاقته بما جرى ويجري من احداث في العالم؟
في آب من سنة 1871 بعث البيرت بايك برسالة سرية وخطيرة الى زميله في المحفل في روما جيوزيبا مازيني. وقد نشرت للمرة الاولى بعد الاجتياح الاميركي للعراق ويعاد نشرها بعد انطلاق ظاهرة «داعش» دولة الاسلام.
ويدعي بايك انه تلقى هذه المعلومات التي اوردها في رسالته من «الروح الملهمة» الخاصة به. وقد عرضت النسخة الاصلية في مكتبة المتحف الوطني في لندن، وقام ويليام غي كار بنسخها، وهو ضابط في مخابرات البحرية الكندية. ويعتقد اخصام روبيرت بايك ان «الروح الملهمة» التي تحدث عنها هي روح الشرير الذي يستخدم الاجراء من الجنس البشري للتحكم بسياسة العالم  والاحداث الدولية للسيطرة بواسطتهم على العالم وعلى كل العباد. وفرض ملكه…وتتحدث الرسالة الوثيقة (منذ سنة 1871) عن ثلاث حروب عالمية يأتي روبرت بايك على ذكرها بالشكل التالي:
الحرب العالمية الاولى يجب ان تفتعل لكي يتمكن «النورانيون» من الاطاحة بسلطة القياصرة في روسيا وتحويل تلك البلاد الى قلعة للالحاد الشيوعي.
ويتم استخدام الخلافات الناجمة من تضارب الافكار والاشاعات التي يصدرها العملاء من المتنورين بين الامبراطوريتين البريطانية والجرمانية (الالمانية) لتأجيج هذه الحرب. في نهاية الحرب، سيتم بناء الشيوعية واستخدامها لتدمير الحكومات الاخرى ومن اجل اضعاف الاديان…»
ويدرك المؤرخون ان التحالف السياسي البريطاني من جهة والالماني من جهة اخرى والذي تشكل بين سنة 1871  و1898 قام بتنفيذه احد مناصري بايك ، وهو اوتوڤون بسمارك، وهذا ساعد في اشعال الحرب العالمية الاولى.
وتتابع الوثيقة الرسالة:
الحرب العالمية الثانية التي يجب ان نغذيها عن طريق استغلال الخلافات بين الفاشيين والصهيونية السياسية ( يجب الملاحظة ان كلمتي فاشيين وصهيونية سياسية لم تكونا بعد من المصطلحات المألوفة في علم السياسة عند كتابة النص سنة 1871 مثل عبارة النازية التي استعملت لاحقاً…)
هذه الحرب يجب توجيهها بحيث يتم تدمير النازية وان تكون الصهيونية السياسية قوية بما يكفي لاقامة دولة اسرائيل ذات سيادة في فلسطين.
خلال الحرب العالمية الثانية يجب ان تصبح الشيوعية العالمية قوية بما فيه الكفاية من اجل تحقيق توازن مع العالم المسيحي الذي يجري ضبطه والتحكّم به ووضعه تحت المراقبة حتى يحين الوقت لاطلاقه عندما نحتاج الى افتعال الكارثة الاجتماعية النهائية .

ولنتذكر كيف تحوّل الاتحاد السوفياتي الشيوعي الذي تحالف مع الدول الرأسمالية (بريطانيا والولايات المتحدة) للقضاء على النازية. وجرى مكافأة الدولة الشيوعية بالسماح لها بضم دول اوروبا الشرقية اليها و اقامة الستار الحديدي حول الامبراطوريه الملحدة وفرض على العالم اجواء ما دعي بـ «الحرب الباردة» بين الشيوعية والرأسمالية، وتحكم الطرفان بسائر الدول والشعوب.
وقد جرى دعم الشيوعية بواسطة اموال الرأسمالية لضم الدول الضعيفة تحت سيطرتها. ففي سنة 1945 وخلال مؤتمر بوتسدام بين الرئيس الاميركي ترومان وتشرشل وستالين قدم زعماء الغرب قسماً من اوروبا للاتحاد السوفياتي، كما جرى، بعد استسلام اليابان، في الجهة الاخرى من الكرة الارضية، الى تمدّد الشيوعية وسيطرتها على الصين.
على كل كتب التاريخ تذكّر الكثير من التفاصيل حول الحربين العالميتين وانعكاسها على سياسة العالم والتقسيمات الجغرافية فيه. لنرى ماذا يقول بايك عن الحرب العالمية الثالثة التي اعلن هنري كيسينجر مراراً انها قد بدأت ونحن في مطلعها.

الحرب العالمية الثالثة يجب تغذيتها عن طريق الاستفادة من الخلافات الناجمة عن عملائنا المتنورين بين «الصهيونية السياسية» وقادة العالم الاسلامي. يجب ان تُدار الحرب بطريقة يقوم فيها العالم (العربي) الاسلامي والصهيونية السياسية (دولة اسرائيل) بتدمير بعضهما البعض. وفي نفس الوقت تكون سائر الدول مقيدة ومهيأة للقتال بشكل واسع يؤدي الى ارهاقها بالكامل، مادياً ومعنوياً واخلاقياً وروحياً واقتصادياً.. ونطلق العنان للقوى العبثية والملحدة.
وسوف نفتعل كوارث اجتماعية هائلة في فظاعتها لكي تظهر بوضوح لدى الأمم آثار الالحاد المطلق، انها سبب كل عمل وحشي وان نفتعل الاضطرابات الاكثر دموية… مما يدعو الى ابادة واستئصال هذه القوى المدمرة ويهب كل المواطنين للدفاع عن انفسهم للبقاء على قيد الحياة. فيعم سفك الدماء في كل بقاع الارض، ويثور الناس على الاديان وعلى المسيحية التي تصبح دون قيادة موجهة بعد ان خاب امل الناس منها، اذ ان «الروح الالهية» قد تخلت عنهم وفقد الناس كل توجه ديني ووقعوا في الفراغ الروحي وهذا يدفعهم للبحث عن عقائد جديدة وقبول اي معتقد ديني بديل.. عندئذ سيتقبلون النور الحقيقي من خلال الظهور الكوني والتعبير عالمياً عن العقيدة النقية لـ «لوسيفير» (وتعني حرفياً حامل النور) (اي ابليس). وتعمم هذه العقيدة الدينية الجديدة على جميع الأمم. هذا التعبير سوف ينتج عن ردود الفعل بعد دمار المسيحية والالحاد معاً  خلال نفس الحقبة الزمنية (وتحل مكانه ديانة ابليس).
منذ احداث 11 ايلول 2001 وتضارب الآراء حولها، يسود منطقة الشرق الاوسط والعالم حالة من عدم الاستقرار وزيادة القلق بين العرب المسلمين واسرائيل، خاصة بعد ان دخلت ايران، الجمهورية الاسلامية على لائحة المهددين للكيان الصهيوني في اسرائيل زيادة حدة اللغط حول المفاعل النووية. هذا التوتر ينسجم مع مشروع اطلاق الحرب العالمية الثالثة والتي ستنطلق شرارتها بين القوتين وبين مؤيديهما من الطرفين.. وانقسم العالم ظاهريا الى كتلتين. الاولى تضم الولايات المتحدة و اوروبا وهي تدعم اسرائيل, والكتلة الثانية تضم روسيا والصين وايران. وتواجه الصين بتعاظم قدرتها الاقتصادية والعسكرية هيمنة الولايات المتحدة مما يؤسس لخلفية ملائمة لاشعال حرب بين العملاقين…
هذه الحرب يبدو انها بلغت المراحل الاولى، ولم يبق سوى الانفجار الكبير.. فهل يقع هذا الانفجار مع نهاية حياة البابا فرنسيس وهل سيجري اغتياله لخلق حالة من الاحراج  والفراغ ودفع العالم المسيحي للانخراط في اللعبة الدولية، بعد ان اقفلت جميع الكنائس ودور العبادة في العالم بحجة الحؤول دون انتشار وباء كورونا, وهل المطلوب من قوات «الارهاب الخفية» الآن تكريس الهوة بين الشرق الاسلامي والغرب «المسيحي» وتعميم ثقافة الموت الآتي على صهوة حصان اسود قبل ان يصل على متن الصواريخ النووية الموجهة؟؟وهل سيقبل العالم بمخططات غيتس وروتشيلد ويقبلون “سمة الشيطان” بحجة وضع حد لوباء كورونا والأوبئة الأخرى, ام انه سيجري افتعال حرب عالمية ثالثة في حال لم يزعن العالم لمطالب القوى الخفية لفرض نظام عالمي جديد يقوده “المسيح الدجال” ويتحقق بالتالي هدفان في آن واحد: خفض عدد سكان العالم وفرض العبودية المطلقة على من تكتب له الحياة….
مَن يعش يرَ!