أنطوان القزي

من أوروبا إلى العالم العربي وأميركا، تجتاح موجات من الحر الشديد العالم، وسط درجات حرارة قياسية وتحذيرات من حرائق. وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن شهر تموز يوليو 2023 كان الأكثر سخونة على الإطلاق.

في المقابل، يحذر خبراء المناخ منذ سنوات عدة من ذوبان متسارع للأنهار الجليدية. كثيرون ممن يعيشون في المناطق الحارة والدافئة، لا يعرفون هذا النوع من الأنهار.
فضلاً عن عدم إدراكهم لما يعنيه ذوبانها، وما يترتب عليه بالنسبة للعيش على كوكب الأرض. الأنهار الجليدية هي كتل جليدية ضخمة وسميكة، تتشكّل على اليابسة من الثلج المتساقط، الذي ينضغط جراء البرودة الشديدة على مدى قرون عديدة.
وحسب موقع المجلة الإلكترونية «آفاق البيئة والتنمية»، تنبأت دراسة بأن نصف الأنهار الجليدية يمكن أن تختفي بحلول عام 2100، إذا ما استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة بالنسبة المعتادة حالياً.
فيما تؤكد دراسة صدرت مطلع العام الجاري، أن نصف الأنهار الجليدية في العالم- وتحديداً الأصغر بينها – تواجه خطر الزوال بحلول نهاية القرن الحالي؛ بسبب ظواهر التغير المناخي، إلا أن الحد من الاحترار المناخي، على نحو جدي، يساعد على إنقاذ الأنهار الأخرى.
كما يتوقع باحثون ارتفاع مستوى البحار؛ نتيجة ذوبان الجليد إلى 9 سنتيمترات تقريباً (ارتفاع سوف يضاف إلى ذلك المرتبط بذوبان القمم الجليدية مثلاً).
الكثير من الأنهار الجليدية يذوب بوتيرة سريعة، زادت خلال العقدين المنصرمين، ما أكسبها أهمية في الجدل حول أسباب وتأثيرات تغير المناخ.
أصبح ارتفاع درجة حرارة الكوكب كابوسا بالنسبة للعلماء الذين يتخوفون من غرق مدن بأكملها في المستقبل، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، فالحرارة اليوم ازدادت بنحو 1.2 درجة مئوية على الأقل منذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، وقد يصل هذا الارتفاع إلى 3.2 درجات مئوية بحلول العام 2100 بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «آي بي سي سي»
”ويصعب اليوم تخيل انعكاسات هذا الاحترار الكبير على الأرض، وعلى جليد القارة القطبية الجنوبية، خصوصا أن المستويات الحالية للحرارة تسببت في انهيار الجبال الجليدية الكبرى.

وأكبر مشكلة، وفقًا للعلماء، في الوقت الحالي، هي الذوبان الكبير للجليد حول بحري أموندسن وبيلينجهاوزن، فضلاً عن حقيقة أنّه في هذه المنطقة يقع “نهر ثويتس” الجليدي، والذي يُعرف باسم “نهر يوم القيامة الجليدي”. وذلك بسبب المعدلات الكبيرة لذوبان جليده، والتي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في منسوب المياه حتى نصف متر.

العالم يغرق ويحترق، ونحن لاهون بتهديدات كيم جون أون بحرب نووية، ومشغولون بحرب الحبوب في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا، نراقب حرق المصحف في ستوكهولم وكوبنهاغن وطرد بطريرك الكلدان من كرسيه في بغداد.
وهناك جبل جليدي انفصل عن القارة القطبية الجنوبية اسمه «نهر القيامة الجليدي» ويتجه بقوّة نحو اليايسة وهو أكبر مشكلة تواجه العلماء والذي يمكن أن يؤدي الى ارتفاع منسوب المياه حتى نصف متر!.
فاستعدوا للسباحة في نهر القيامة الجليدي؟!.