أنطوان القزي

الشهر الماضي، وقّعت أستراليا واليابان عدة اتفاقيات تعاون، يومها تبرّعت الصين بنصائحها الى أستراليا قائلة:» أن على أستراليا أن تتذكر «جرائم الحرب» التي ارتكبتها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تتقارب من طوكيو التي وقعت معها كانبيرا اتفاقاً أمنياً تاريخياً في تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال السفير الصيني المعتمد لدى أستراليا شياو تشيان أمام الصحفيين: إنه «خلال الحرب العالمية الثانية، غزت اليابان أستراليا وقصفت داروين وقتلت أستراليين وأطلقت النار على أستراليين» من أسرى الحرب. وأضاف: «احذروا مما سيحدث في المستقبل. عندما يهددك شخص ما، يمكن أن يهددك مرة أخرى». مذكراً بأن «الصين كانت صديقة لكم».
هل لاحظتم طوباوية الصين التي نسيت كيف سحلت دباباتها الطلاب سنة 1989 في ميدان تيان آن مين، والتي نسيت أنها تضطهد اقلية المسلمين الإيغور وكيف اقامت وتقيم معسكرات لاعتقالهم وتعذيبهم.
ونسيت كيف حاولت تحويل هونغ كونغ من نافذة حرية الى شعب يتلقى ضربات العصي والتوقيفات والاعتقالات.
ونسيت الصين كيف وصف اعلامها الرسمي أستراليا أنها «علكة عالقة في أسفل حذاء الصين” لأنها الأخيرة طالبت بفتح تحقيق دولي حول منشأ فيروس الكورونا.
ونسيَت الصين يوم اعتقلت الصحفية الأسترالية في شباط 2021 ، تشينغ لي التي ظلت رهن الاحتجاز لمدة شهور، إذ وُجهت لها تهم بإفشاء أسرار الدولة في الخارج.
ونسيت الصين كيف حاكمت في العام نفسه الكاتب الأسترالي من اصل صيني يانغ جون بتهمة التجسس بعد أن أمضى أكثر من عامين في الاعتقال.
أسوق هذا الكلام لأعرض لكم موقف بكين بعد إسقاط أميركا هذه الأسبوع منطاداً صينياً تم رصده فوق أميركا الشمالية وتشتبه واشنطن بأنه لأغراض التجسّس، وانتقدت الصين العملية متهمة الولايات المتحدة بـ”المبالغة في رد الفعل وبانتهاك الممارسات الدولية بشكل خطير”.
وفي بيان لها قالت وزارة الخارجية إن الصين “تعرب عن استيائها الشديد واحتجاجاتها على استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة لمهاجمة المنطاد المدني غير المأهول، وأنها تحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الردود الضرورية”.
.. عجيب، منطاد صيني يسرح ويمرح لعدة أيام فوق الولايات المتحدة، وعلى الأميركيين أن يصفقوا ويبدوا إعجابهم بالتنين الصيني يعبر فوق رؤوسهم؟!.
“زعران الأميركيين”، كان يجب أن يدعوا المنطاد يمرّ؟!.
…وأنا أنهي كتابة هذا المقال، سمعت أن الصين ستطلق منطاداّ ثانياً شبيهاً بالذي أسقطته واشنطن!.
لا ليست وقاحة، بل هي هضامة أحفاد كونفوشيوس؟!.,