عقد في سدني امس ندوة حول سهولة دخول الاطفال والمراهقين على الشبكات الاباحية على الانترنيت مما اثار تخوف المشاركين ان المجتمع الاسترالي هو امام مخاطر ازمة صحية عامة.
واعلن رئيس مؤسسة الطفولة الاسترالية الدكتور جو توتشي  J. Tucci ان انتشار ووفرة المواد الاباحية على الانترنيت اصبحت ترسم سلوك الاطفال والمراهقين وتؤثر على شخصيتهم.
فقد اظهرت الاحصاءات والابحاث الميدانية ان 90 بالمئة من الفتيان دون سن 16 سنة قاموا بالدخول الى الشبكات الاباحية وان 60 بالمئة من الفتيات من نفس فئة الاعمار شاهدوا افلاماً اباحية، حسب ادعاء الدكتور توتشي. وقال ان ازمة صحية عامة وجديدة هي قيد النشوء لأن وفرة المواد الاباحية وسهولة الدخول اليها تجعله من السهل على الاطفال الدخول اليها ومشاهدة ما في داخلها.
ولفت قائلاً: انه بامكانك ان تكتب كلمة حب على Google وهي كلمة بريئة بحد  ذاتها لتحصل على 3 او 4 مواقع اباحية. واكد اننا نسير نحو المزيد من المواد للراشدين تتضمن سلوكيات جنسية تؤثر بشخصية الاطفال والمراهقين ونوع علاقتهم مع الآخرين. وقال ان المجتمع الاسترالي سوف يصاب بصدمة كبيرة عند ظهور الانعكاسات السلبية على المراهقين الذين يتعرضوا لهذه النوع من الافلام الاباحية. واننا نسير نحو ازمة صحية عامة هي اشد خطورة من التدخين او الادمان او اي ظاهرة اجتماعية اخرى.
واكد توتشي ان السلطات الصحية لاحظت ارتفاعاً في عدد الاطفال الذين ينخرطون في سلوك جنسي مع اطفال آخرين
واعلن احد المشاركين، تيم غوردن (23 سنة) وهو حالة حية، تحدث عن اختباراته الشخصية، فقال انه اصبح منذ سن 11 سنة مدمناً على الافلام الاباحية، ولم يعد يرى في المرأة سوى وسيلة جنسية لا غير. واعلنت مشاركة اخرى، كورالي آليسون ان الشبان الآن ينظرون الى المرأة على انها سلعة جنسية واصبحوا يفرضون على الفتيات ان يدخلن في ممارسات جنسية لا يرغبن بها. وقالت انه مهما بلغ مستوى الذكاء لدى المراهقين والقدرة على التحكّم بسلوكهم وآرائهم، فان الافلام الاباحية تسيطر على قدراتهم وعقولهم. واكدت كارولين وهي ناشطة في مجموعة مناهضة للافلام الاباحية، ان تعريض الاطفال للمواد الاباحية لديه آثار سلبية على سلوكهم العام وانجازهم المدرسي وعلاقتهم مع الجنس الآخر.
واعلن الحاضرون ان العديد من الشبان من الجنسين يجدون صعوبة بالتحدث عن هذه الحالة وطلب المساعدة للتخلص منها. فهم تعرضوا مبكراً للكثير من المواد في زمن لم يكونوا مهيأين لادراك خلفيات هذه الافلام واثرها عليهم.
وقال الدكتور توتشي : اننا نرمي باطفالنا في عالم الراشدين، وهو عالم معقهد يصعب عليهم فهمه بسهولة.
وطالب المجتمعون بضرورة توعية الشبيبة من خلال المدارس. واكدت آليسون ان  بعض المدارس بدأت بحملة توعية لطلابها، لكن المطلوب تعميم هذه الحملة على المستوى الوطني. فالمسألة لا تتوقف فقط على الاهالي ولا المدرسين او المؤسسات الحكومية. المطلوب هو نهج متكامل لإيجاد حل لهذه الظاهرة وعلينا ان نبحث معاً عن حلول نلتزم بها جميعاً في استراليا.