«الحشد» يزاحم «الحراك» على ساحة التحرير

تحت هذا العنوان صدرت عدّة صحف عربية يوم الجمعة الماضي.

فقد نزل الآلاف من أنصار «الحشد الشعبي» إلى ساحة التحرير في بغداد ( الصورة)، مزاحمين المتظاهرين المناهضين للنخب السياسية الحاكمة، على المعقل الرئيسي للاحتجاجات.

واتهم ناشطون عراقيون، أحزاب السلطة وفصائل مقربة من إيران بالسعي للسيطرة على ساحة التحرير، ومحاولة فض الاعتصامات فيها بذريعة القضاء على المندسين وطردهم.

وتحدث ناشطون عن حالات طعن بالسكاكين تعرض لها متظاهرون في الساحة عقب وصول متظاهري «الحشد»، بينما شبّه بعضهم ما وقع بـ«موقعة الجمل» التي شهدتها الانتفاضة المصرية في ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011.

عندما تقرأ هذا الخبر العراقي ، يكفي أن تبدّل الأسماء ليصبح خبراّ لبنانياً.

فالحشد أجمع عليه العراقيون وناصروه وهلّلوا له يوم كان يطارد “داعش”، لكن الحشد عاد واستغل القوة الفائضة بحق المواطنين الذين ناصروه في الماضي فارتد سلاحه من القضاء على “داعش” الى فرض هيمنته في السياسة الداخلية، وها هو اليوم يحاول حرمان العراقيين من ازاحة الطبقة السياسية الفاسدة التي اتسمت رموزها بالسرقة والاختلاسات والصفقات.

و”حزب الله” اللبناني الذي صفّق له اللبنانيون مجتمعين وهو يقاوم اسرائيل خاصة في 6 تموز سنة 2006 ، ها هو ايضا يحوّل فائض قوته الى الداخل ، ومشاهد العصي والسكاكين في ساحات الرينغ ورياض الصلح والشهداء وشوارع مونو والسوديكو والجميزة تتحدّث عن نفسها.

وفي جنوب العراق المنتفض أيضاً، اتسعت رقعة الاحتجاجات  مع انضمام عائلات الضحايا والعشائر إلى المظاهرات، للمطالبة بوقف العنف. وفي الناصرية، حيث أسفرت عمليات القمع عن مقتل نحو 20 شخصاً خلال ساعات ، التحقت وفود عشائرية بمئات المتظاهرين المتجمهرين وسط المدينة.

الأ يذكّرنا هذا بالقمع الذي حصل في صور والنبطية وبعلبك في لبنان؟!.

البندقية التي “قهرت” اسرائيل و”داعش” لماذا لا تساند المتظاهرين في بيروت وبغداد الذي يريدون قهر الفساد والمتسلّطين؟!.

سؤال لا يستطيع الإجابة عليه حتى الذين يحملون العصي والسكاكين؟!.