صعّدت القوات الروسية هجومها على المدن الأوكرانية الرئيسية، وسط مطالبات أممية بانسحابها.
ومع إعلان وزارة الدفاع الروسية توسيع سيطرة قواتها على الجنوب الأوكراني، بدا أنها تتجه إلى حسم معركة خاركيف في الشرق التي شهدت خلال الساعات الـ24 الماضية مواجهات عنيفة.

وشهدت العاصمة كييف، هجوماً صاروخياً ومدفعياً ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، هو الأعنف منذ بدء «العملية العسكرية». وبدورها، تواصل القوات الانفصالية عن أوكرانيا، المدعومة بنيران الجيش الروسي، تقدمها في المناطق المحيطة بمدينة ماريوبول الاستراتيجية على بحر آزوف. ومع حلول صباح أمس الاول، أعلنت موسكو أن قواتها فرضت سيطرة كاملة على مدينة خيرسون (جنوب)، لتوسع بذلك مساحة سيطرتها على كل الساحل الجنوبي لأوكرانيا في البحر الأسود وبحر آزوف، باستثناء مدينة أوديسا (جنوب غرب) وماريوبول.
وفي خطوة فاقمت العزلة الدولية لموسكو، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس قراراً يطالب روسيا «بالتوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا»، بأغلبية أصوات 141 دولة من أصل 193. واعترضت على مشروع القرار 5 دول، هي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وآريتريا وسوريا، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت، بينها الصين. وطالب القرار روسيا «بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية» من أوكرانيا، كما أدان «قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية»، واستنكر «العدوان الروسي على أوكرانيا»، مؤكداً «التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي» أوكرانيا.
وأعلنت خدمة الطوارئ الأوكرانية أمس الاول سقوط 2000 مدني قتيل منذ بدء الهجمات الروسية، فيما أعلنت روسيا مقتل نحو 500 من عسكريّيها وإصابة 1597 آخرين.
ومع مواصلة الغرب تشديد عقوباته على روسيا، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى «عدم استبعاد» شمول قطاع الطاقة الروسي بالعقوبات مستقبلاً.
وبدا أمس أن العملية العسكرية الجارية على الأراضي الأوكرانية تسابق التدابير الداخلية في روسيا لمواجهة الاعتراضات المتزايدة على الحرب، أو محاولات «تشويه الموقف الروسي»، وفقاً لتأكيد المصادر الحكومية الروسية.
مع الإشارة إلى أن الجيش الروسي أقام مع القوات الموالية له في دونيتسك ممرين «إنسانيين» لمغادرة سكان ماريوبول. ووفقاً لباسورين: «بالنسبة لجميع المدنيين الذين أعربوا عن رغبتهم في المغادرة مؤقتاً إلى مكان آمن، يقوم الجيش الروسي بالتعاون مع قيادة قوات دونيتسك، بتنظيم ممرين إنسانيين لهذا الغرض». وزاد: «نضمن سلامة الحركة والتنقل على أجزاء من الطريق السريع، في اتجاهين، الأول نحو مقاطعة زابوروجيه، والثاني نحو أراضي روسيا». وكان لافتاً أن الممر الأول مفتوح نحو المناطق التي تسيطر عليها حالياً قوات لوغانسك الموالية أيضاً لموسكو، في حين أن الممر الثاني يتجه نحو الحدود الروسية. وأكد باسورين أن «روسيا مستعدة لاستقبال وإيواء المواطنين من ماريوبول».