أنطوان القزي
آخر استطلاع للرأي حول الذين يستمعون الى الاخبار السياسية على الشاشات اللبنانية يعبّر عن حالات اليأس والقرف والإحباط التي وصل إليها اللبنانيون، فأكثر من ثمانين بالمئة من اللبنانيين ما عادوا متحمّسين لأهل السياسة في ظلّ عياب أية رؤيا وأي فكر سياسي- وطني.
ومن يتوفر له نصف ساعة من التيار الكهربائي يكتشف وهو أمام التلفاز أننا لسنا عشية انتخابات رئاسة الجمهورية، بل نخوض حرباً عالمية إعلامية قائمة على الشتائم والتعيير واقتناص الفرص للإتهامات.
ولا يدرك هؤلاء أن هناك تسعة قوارب موت غادرت الشاطئ اللبناني في الأسابيع الأربعة الأخيرة « والحبل عالجرّار» ، وأن قاربين تعطّلا في المياه الدولية وأن القوارب الأخرى تنتظر إذناً للدخول الى البلدان التي يقصدونها.
ولا يدرك هؤلاء السياسيون ان البشر عادة يهربون من الموت إلا في بلادنا فإنهم يهربون الى الموت الذي يفضلونه على حياة الذلّ!؟.
هل قرأوا هذا الأسبوع تصنيف البنك الدولي للبنان وأنه ضمن أربع دول في ذيل اللائحة مع الصومال واليمن وزيمبابوي؟!.
لماذا إذن يتسمّراللبنانيون الى الشاشات: هل ليستمعوا الى اخبار الترسيم الذي باتت أطول من فيلم أميركي طويل وغياب التنسيق بين موقف السلطة ومواقف المتسلّطين؟. أم ليستمعوا الى أخبار المستشفيات التي باتت خارج الخدمة والصيدليات المقفلة أو الخالية من الدواء والمدارس التي لن تفتح والمساجين الجائعين أو الهاربين من أكثر من سجن في الأيام الأخيرة.
في الكثير من الدول أنشأوا وزارات للسعادة أو الترفيه ، وفي لبنان باتوا مُجبرين على إنشاء «مفوّضيّة النقّ» لأن خطوط الهاتف لا تتوقف في كل الدوائر عن تلقّي شكاوى السخط والقرف والتذمّر!.
وسيزوّدون المواطنين بأرقام المفوّضية الجديدة ليأمنوا شرّ الشاكين.
مفوّصية النقّ” لا تسمح بها الأمم المتحدة إلّا للناس الذين باتوا يعيشون تحت سابع أرض؟!.