عثر علماء آثار في الفترة الماضية على عظام بشرية تعود إلى ألف عام، في محيط كنيسة «سان جيرمان دي بري» في باريس، في اكتشافٍ أطلق أسئلة وتكهنات حول صاحب القبر.

واكتشف العلماء إضافةً إلى الهيكل العظمي الذي يحمل الرمز «اس بي او 10»، في باحة الكنيسة الصغيرة، على أربعة قبور تعود إلى الحقبة الميروفنجية بين القرنين السادس والسابع.

يذكر أن الأسرة الميروفنجية حكمت، ما يعرف اليوم بفرنسا وبلجيكا وأجزاء من ألمانيا وسويسرا بين القرنين الخامس والثامن للميلاد.

وقال رئيس دائرة الآثار في باريس دافيد كوكسال إن «كنيسة سان جيرمان دي بري ضمت أول مقبرة ملكية، قبل أن تنقل إلى سان دوني، وكان أفراد الطبقة العليا من النبلاء يدفنون الى جانب الملك».

وذكر عالم الآثار المشرف على التنقيب فرنسوا غوريه «توقعنا العثور على قبور ميروفنجية، لكن الجديد هو عثورنا على القبور الكارولنجية في مستوى أعلى من مستوى الأولى».

ولم يعثر في هذه القبور سوى على هياكل عظمية لرجال، ما يدفع العلماء إلى ترجيح أن تكون هذه القبور مخصصة لرهبان.

ويمكن تمييز القبور الميروفنجية عن الكارولنجية، إذ أن الثانية لا تحتوي على مقتنيات تدفن مع الميت، لكن التثبت من ذلك يقتضي استخدام تقنية تحديد التاريخ بواسطة إستخدام «الكربون 14».

ويأمل العلماء في التوصل إلى اكتشافات جديدة في الأشهر القليلة المقبلة، لا سيما مع النواويس الميروفنجية، إذ لا يزال عدد منها لم يفتح بعد، وفي حال لم تتعرض إلى النهب، فإنهم يتوقعون العثور على كنوز أثريه، إذ كان النبلاء، في تلك الحقبة، يدفنون مع مقتنياتهم وأسلحتهم وملابسهم.

وفي حال لم تتعرض هذه النواويس للنهب فان العلماء يتوقعون العثور على كنوز اثرية.

ويقدر العلماء أن تنتهي مهمتهم مع نهاية شهر ايلول(سبتمبر) المقبل، يبدأون بعدها القيام بالأعمال اللازمة لمنع الرطوبة من التسرب إلى جدران الكنيسة.

وبدأ عالم الآثار تيودور فاكر في القرن الـ 19، أعمال التنقيب في هذا الموقع، تزامناً مع شق جادة سان جيرمان، التي عثر عليها العلماء في عمليات تنقيبهم الماضية، وعثر فاكرحينذاك، وكانت أبحاثه تتركز على المقتنيات المستخدمة في الدفن بتلك الحقبة، ولم يلتفت إلى الهياكل العظمية.