رئيس اتحاد نوادي نيوساوث ويلز جوش لانديس دفع سريعاً ثمن فوقيّته وتهوّره الكلامي في وجه رئيس حكومة نيوساوث ويلز دومينيك بيروتيت.
ولأن بيروتيت ، كان يحاول بناء على الأرقام التي قدمتها هيئة الجريمة في الولاية الحدّ من خسائر وكوارث آفة القمار، بجعل المقامرة خاضعة لسقف معيّن يومياً ، ربما خمسة آلاف دولار، مع إعطاء المقامر بطاقة تخوّله اللعب على هذا الأساس.
هنا ثارت ثائرة لانديس الذي قال: أعتقد أنه من العدل أن نقول أن رئيس الحكومة لديه القليل من الفهم لهذه القضية وأنه تصرّف من حدّته الكاثوليكية المحافظة وليس بناء على أدلّة؟!.
مهضوم هذا ال»لانديس» يتكلم بنبرة واثقة وهو «ينفخ صدره، متجاوزاً بغبائه كل الأرقام والمعلومات والدراسات التي استند اليها بيروتيت والتي نعرفها جميعاً.
وإذا كان للسيد لانديس مشكلة مع الديانة الكاثوليكية ، فقد ضرب ضربته في المكان الخطأ معتقداً أن روّاد البوكر ماشين سينتصرون له.
ونسأل : هل يعيش هذا اللانديس على هذا الكوكب و في أستراليا بالتحديد؟.
هل قرأ مثلنا منذ أسبوعين أن مدينة سدني هي ثاني مدينة في العالم بعد لاس فيغاس بعدد ألات البوكر ماشين.
هل قرأ ولو تقريراً واحداً من التقارير الدورية التي تصدر عن هيئة الجريمة في الولاية؟.. فلو فعل لانديسنا العبقري ذلك لوجد مشهداً اجتماعياً مأساوياً مخيفاً.
كم عدد البيوت التي تباع بسبب المقامرة، كم عدد المؤسسات التي تعلن إفلاسها، كم عدد حالات الطلاق وكم نسبة ارتفاع العنف المنزلي وما هو حجم الأموال القذرة التي يتم تبييضها عبر البوكر ماشين.. وبعد ألا يحق لرئيس الحكومة أن يتدخّل ليحدّ من جموح هذه الآفة.
غريب، فعلاً المال يُعمي، وهذا ما حصل مع لانديس الذي لا يعلم أنه لا الكاثوليكية ولا البروتستانتية والا الأرثوذكسية ولا الأسلام ولا البوذية ولا الأنجليكانية تقرّ المقامرة؟!.

الحمدلله ان لانديس لم يجد نصيراً لا في المعارضة العمالية ولا في اوساط المستقلين ولا حتى بين الملحدين.. وكان جزاؤه ركلة على قفاه وإجباره على الإستقالة غير مأسوف عليه.. هذا هو جزاء الحمقى و المغفّلين أو المصابين بمرض «الطوسنة»؟!.