«أنا أعمل لأرضي نفسي، وأكون مرتاحة عندما أحقق السعادة للآخرين وهنا أجد نفسي أكثر».

طبعت سناء أبو خليل مسيرتها في العمل التطوعي، ووثّقت خطواتها بإيمانها بدورها الإجتماعي والإنساني، وهي ترى أن الريادة ليست بتسليط الضوء على العمل  بل بالمثابرة والعطاء وعدم الضجيج.

هي نموذج المرأة الشرقية التي رسمت لنفسها روافد تتفرع كالأغصان المثقلة بالثمار.

لدى وصولها الى استراليا قادمة من لبنان 1982، عملت على تقوية لغتها الإنكليزية، وإبتداءً من أوائل تسعينيات القرن الماضي وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام رسالة راحت تناديها، ومن خلال علاقة المدارس بالأهل غير السوية، رأت سناء أن التواصل بين الجانبين ضروري، ولأن أهل التلامذة العرب لا يكترثون كما يجب لحسن سير أولادهم ولا يسألون عن نشاطاتهم، منحت نفسها دوراً وظيفياً تطوعياً في إقامة التواصل بين الأهل وإدارة المدرسة وأحسّت ان جزءاً من المسؤولية يقع على عاتقها.

ومن يومها، أدمنت سناء السير على هذا الطريق، فتطوعت في المجلس العربي وعملت منسقة برامج وإتصالات بين الأهل والمدرسين في ثانوية كوغرا، وفي ذات الوقت كانت تساعد المعارف والأصدقاء على تعبئة الاستمارات على أنواعها. وهي منذ عامين ونصف إنخرطت بشكل كبير في تنظيم معرض لوحات للرسام الفلسطيني فايز الحسني في أرنكليف وهي اليوم دينامو نشاطات ومناسبات كثيرة وبات حضورها علامة فارقة في حلقات سيدني الثقافية والفنية والاجتماعية والانسانية. وإذا فتحنا صفحة جديدة من كتابها التطوعي، نراها تهتم بالمسنين وتزورهم في منازلهم وتطمئن إليهم وتنظم الرحلات لبعضهم، كذلك هو الأمر بالنسبة لذوي الحاجات الخاصة حيث تساهم في تنظيم برامج لهم مع المدارس وتقدم النصائح لللأهل.

هذا عدا تعليمها قيادة السيارات تطوعياً أيضاً من خلال مكتب Advance Diversity Services الذي يهتم بكل حاجات المهاجرين الجدد ، فتضع من خلال المكتب برامج للجالية العربية وبرامج مع أطباء من كل الإختصاصات حيث كان التركيز في الفترة الأخيرة على التصدي لوباء كورونا.

سناء أبو خليل هي منسقة الملتقى الثقافي في سيدني والعضو في رابطة «خير جليس» وهي رابطة نسائية إجتماعية ثقافية، ونسمعها تقول للمرأة الشرقية: «كوني قوية وشجاعة وواثقة من نفسك وخطواتك».

سناء التي حصلت على درع تقديرية الاسبوع الماضي من المركز الثقافي الاسترالي العربي،  توجهت بالشكر لكل المؤسسات التي تقدر العطاءات وتكافئ المستحقين، علماً «أن الغاية ليست الدروع بل العمل بصمت وعدم الظهور الى العلن».

ختاماً، فإن سناء أبو خليل التي زارت مكاتب «التلغراف» برفقة الأديبة والشاعرة كاميليا نعيم باتت فصلاً مشرقاً وعنواناً إنسانياً في الهم الاجتماعي والثقافي في الجالية العربية في سيدني.