بقلم هاني الترك OAM

في حفل إطلاق باكورة اعمالها «ضفاف الإنتماء» بحضور عدد كبير من أبناء الجالية العربية ولفيف من المثقفين تألقت الكاتبة كاميليا في الحفل.. وكانت عريفة الحفل الناشطة الاجتماعية سناء أبو خليل.

وكانت كلمة الافتتاح القيمة لناشر الكتاب الدكتور رغيد النحاس الذي قال:

إن الكتاب يعجُ بالنفحات الفلسفية النفسية الاجتماعية.. مثل قول كاميليا:

خذني صافية كالنار.. ما زلت هنا ولكنني أقسم لم أفارق هناك.. سئمت زحمة موتٍ وندرة ولادة. ويتابع الدكتور رغيد: قرأت كتابك يا كاميليا وتجولت معك وعشت روعة إبداعك وتكوينك ليدب في فكري نبض حياتك.. كلماتك مفعمة بملامح البراءة الأصيلة في زمن الصدق الخالص.. إن حبك للأرض والحق والخير حب المناضلة في سبيل قضية الحارسة لماضٍ تراه أبياً.. إن الحب ينضج من تعابيرك التي تأتي صارخةً بعاطفة موسيقية تملأ النفس حضوراً ويتفتح الأمل مهما كان ثمن الإنتماء.. لقد صدقت يا كاميليا ان الكلمة تسقط من لا يجرؤ على بلوغ الوفاء بها.. وأشهد انني حاولت ان اكون باراً بكلماتك.. وفياً لنضباتك.. لأن البر هو من ديمومة هذه اللغة العربية التي ساهمت يوماً بإنقاذ علوم البشرية من طريق الترجمات والمؤلفات.. ولا زالت تبعث في نفوسنا بهجة من طريق الشعر والغناء والنصوص الخيّرة العطاء.. تتفتح أزهار الكاميليا التي ملأتها دفئاً هذا الشتاء.

وكانت الكلمة التالية القيمة للبروفيسورة أميرة عيسى رئيسة المنتدى الثقافي الاسترالي العربي:

إن «ضفاف الإنتماء» هو كتاب حياة.. حياة إمرأة الحب والحزن والفراق.. في روح الكاتبة تتعدد الصور.. فهناك صورة المرأة الحنونة الرومانسية المحبة العاشقة والخجولة المتألمة التي تخفي بداخلها طفلة الاحلام.. وهناك المرأة القوية الثائرة على الاقدار تثبت الاقدام في وجه التيار.. وهناك المرأة المناضلة العاشقة لتراب الجنوب.. ترفع راية المقاومة وتفديها بالدم والعيون..

وتتابع البروفيسورة أميرة: تحمل كاميليا صورة المرأة الوطنية العروبية  الإنتماء تحمل مفاتيح القدس وتحمل القضية في دمها وتصرخ: فلسطين لا تحزني يا فلسطين.. إرضعي صغارك رحيق صدأ الأبواب التي أوصدت.. هدهدي سنين الطفولة على جدار أنين الأقفال والمفاتيح.

وكل هذه المعاناة هذا الألم.. هذا الحلم وكل هذه التجارب المتنوعة في حياةٍ مليئة بالجهاد سطرتها الكاتبة بنبرة تراثية الصور وتحفة الإحساس وأسلوبها الراقي يعتمد كلمات منتقاة من واقع الحياة.. فإن «ضفاف الإنتماء» هو كتاب يضمك وتضمه يعشقك وتعشقه.. تقرأه بشغف.. تنظر الى نصوصه وتقول: أليس من مزيد؟

وكانت الكلمة التالية للشاعر بدوي الحاج الذي قال:

هي طفلة كباقي الاطفال تسكن حنايا الروح وتحمل ثمار الأمل طفلة ترفض أن تغادر طفولتها.

وهي ظلال أصبع يرفض حجب الشمس عن قدس فلسطين.. حيث كتبت كاميليا: فلسطين لا تحزني لا تجزعي وليهدأ أنينك.

وتعود كاميليا الى جذورها الى بلدتها الى أمها الى ابيها كأنها لم ترحل.. وكيف ترحل وهي لم تبارح جنوبها بعد.

فقد كتبت كاميليا عن الوطن والحب والإنتماء في أسلوب يتماهى وعذوبة اللحن فينبت قلمها بالابداع في أسلوب سلس يتكلل بالوصف الممتع الذي لا يتخلله ملل.

وكانت الكلمة الأخيرة لزهرة الكاميليا والعطر..

نجمة الاحتفال كاميليا قرأت: دعني في أحضان الضجر والزاوية التي يسعفني ضيقها.. لا تسألني عن إغتيال الصدق في وضح الوقاحة.. ولا عن إستفزاز الشعارات وكل الترهات بغطاء الإنسانية ولا كيف يمضي النفاق بالنزاهة مستخفاً.

أعلن لك عجزي عن القصاص والتعصب والسوق للمحاكمة وتصفية الحسابات مع القدر. أنا لا املك إمكانية إستعادة رغيف الخبز من البطون المتخمة بالجشع والبذاءة والكراهية.. لكنني أتضور جوعاً لنصرة أفواه الطفولة المبعثرة على امتداد خارطة الجياع في الأزقة وكل الساحات المهملة.

وأضافت كاميليا: إن المشاعر التي تحاكي القضايا الانسانية.. تلك النظرات لمحتني حين كنت أفترش على ضفاف إنتمائي شلالات الحنين التي كان الشوق يبكي عليها سراً ويضحك علناً.. لمحتني حينما كنت ألقي عتب السنين وشجن الايام.. أقطر عليها عصارة الذات من وهنٍ وقوة.. وألطقت أنفاس الامل وأنين الغربة حين كانت تتسع رقعة اللهفة للوطن والأحبة.. وحين كنت أتمسك بملامح البراءة أقاوم قساوة عمْرٍ يتبع بلا رحمة على ملامح وجهي.

تلك النظرات لم ترض ان تلقي تحية ثناء على بوح الفؤاد وتعبر.. تلك النظرات أصرت على تبني إيلام الجروح والتساؤلات وضجيج الخيبات وهنيهات الأمل.. مساحات الضوء والفرح.. وإخراج مكنونات النفس من ظلمة الأبراج العتيقة وترحها تحت أشعة نور النشر ليلتقط نبض الكلمات أنفاس الشروق ويحيا.

تلك العيون أغدقت على رعاية صفحات كتابي من رحيق الخبرة الناصعة التي يشهد لها الكثير بصفاء حبر قلمها المتمسك بأصالة اللغة الأم واعطتني بسخاء عطاءً ندياً دون انتظار.. مقابل للجهد والمتابعة والترقب لأنها آمنت بصدق الكلام وفيض المشاعر.. وكان الحصاد كتابي الاول الذي صدر من كنف منشورات كلماته المحصنة للثوابت والمشرقة للابداع.

شكراً للدكتور رغيد النحاس والبروفيسورة أميرة عيسى والشاعر بدوي الحاج والصديقة العزيزة قطر الندى. ندى غنوم والصديقة سناء أبو خليل والحضور الكريم الذي جمع الأصدقاء والصديقات بالدعم الثقافي والأدبي لمشاركتي توقيع كتابي.. شكراً لعائلتي وأولادي الغوالي.