بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

عيد الجيش يوم واحد، لكن الجيش هو عيد كل الأيام..
الذين يضحكون في صدورهم وهم يشاهدون الجيش حارساً وناطوراً وشرطي سير.
والذين يحتفلون بتحرير الجرود من رشكيدا البترونية ناسبين النصر لذواتهم .
والذين جعلوا ألوية الجيش ومغاويره وافواج التدخّل السريع فيه تواجه المتقاعدين بين ساحات البرج ورياض الصلح والنجمة.
والذين يلومون الجيش على سوء تدبيره في حادثة قبرشمون- البساتين في الجبل.

والذين يشاهدون العسكر يتساقطون كالعصافير على ايدي «الطفّار» هنا او «الذئاب المنفردة» هناك.
والذين جعلوا من عناصر ألوية الجيش مجرّد مرافقين لفتوحات اهل السلطة في المناطق.
والذين يحرمون الجيش من دخول حيّ الشراونة ويسمحون له بفضّ خلاف في عرس او في مأتم او في شجار.

هؤلاء هل يدركون ماذا يفعلون بمؤسسة ما زالت وحدها رمزاً لوحدة اللبنانيين؟؟
من قبرشمون الى البساتين الى بعلشميه الى يونين البقاعية الى مواكبة العرّاضات السياسية السيّارة و الى إقفال المحلات غير المرخّصة بالشمع الأحمر من وادي خالد في عكار الى النبطية وبنت جبيل في الجنوب مروراً بالبقاعين الشرقي والغربي وما بينهما.

كيف يحتفل الجيش بعيده و «نفّسوا» له الانتصار في جرود رأس بعلبك بتهريب «الدواعش» بباصات مكيّفة؟!.
كيف يحتفل الجيش وهو ينظر الى متقاعديه من العسكريين يتوسّلون الدولة الاّ تحسم من معاشاتهم؟
كيف يحتفل الجيش بعيده وكلّما «عطس» قائده يسألونه منذ اليوم : «هل انت مرشح لرئاسة الجمهورية»؟!.

فهل يدرون ماذا يفعلون؟.
وعن اي جيش يتحدثون وبأي عيد يحتفلون؟!.

فجيش معركتي المالكية
و البارد يستحق الالتفاف حوله بالفعل وليس بالعناوين والشعارات.