أنطوان القزي

لا مشهد يستطيع أن يصرف الأنظار عن مشاهد الرعب في غزّة، ولا كاميرا تستطيع أن تخبّئ ما التقطت هناك، ولا عين قادرة على حبس دمعتها إزاء ما حصل في القطاع.
فمنذ أن بدأ تدوبن التاريخ ، لم يحصل أن وقف العالم متفرّجاً لأكثر من شهر على سيل المأسي رغم ما أدخلته الفضائيات الى كل بيت في أربعة اطراف الكون من مشاهد تجاوزت أفلام الرعب الهوليودية.
تظاهرت شعوب العالم وغصّت شوارع المدن الكبرى ، ولكن اصواتها لم تصل إلى آذان المسؤولين. كأن اللهب الصاعد في فلسطين هو مجرّد دخانٍ ابيض تنفثه مدخنة كوخ جبلي بين الثلوج.
إنها التكنولوجيا التي اعتقدوا أنها لخدمة البشر فتحوّلت الى لعنة عليهم.
وبعدما كنّا نقرأ عن تقاسم الغنائم بين الناس، بتنا أمام أناس يتقاسمون الأموات؟!.
أمّا في لبنان، فما زالوا يتقاسمون التهم على أنواعها، فساد، سرقات و خيانات؟!.
وبات لبنان وطناً مملوءاً بالفراغ من رأس الهرم في بعبدا الى المصرف المركزي الى قيادة الجيش الى آخر ناطور للأحراج في عكار؟!.

وقضت الحرب في جنوب الوطن الصغيرعلى كل أمل عُلّق على إنتاج الغاز وكأن فصل الترسيم البحري كان واحداً من فصول أحد الصفوف الإبتدائية؟.
وفي العراق يكاد يعود المشهد السياسي الى ما قبل الغزو الأميركي لبلاد ما بين النهرين.
وفي سوريا استسلام مريب للضربات الإسرائيلية التي كأنها تضرب في الجسم الميت!.
وكأن بلاد الشام كان ينقصها غضب الطبيعة إذ أوقع فيها زلزال 6 شباط أكثر من عشرين ألفاً بين قتيل وجريح.
أما في السودان ، فعدنا الى قاموس الجنجويد ودارفور والتهجير والميليشيات!.
ولن نتحدّث عن ليبيا واليمن، لأنها أحداثهما الدموية باتت من وجبات الروتين العربي.

وفي حروب العام المنصرم، كانت المسيّرات هي واجهة المواجهات ، من أوكرانيا حيث للمسيرات دورها الحاسم، الى فلسطين وجنوب لبنان حيث تحصد المزيد من الشهداء.
أما أستراليا التي أتت بالعمال الى الحكم، فقد شهدت علاقاتها مع الصين فتحَ كوّة في الجدار مع زيارة البانيزي الى بكين، لكن البانيزي وجد نفسه يصاب بصدمة كبيرة مع سقوط اقتراحه إعطاء صوت للسكان الأصليين عبر استفتاء شارك فيه كل الأستراليين.

وعادت العنصرية تذرّ بقرنيها مجدّداً عندما طالبت بولين هانسن من السناتورة الباكستانية الأصل مهرين فاروقي العودة الى بلادها على خلفية الخلاف السياسي.

على مستوى الجالية اللبنانية، فقد حرّكت زيارة البطريرك الراعي الى استراليا في 16 ايلول سكونها وأعادت اليها نبض ما قبل الكوفيد.

كما شهدت الجالية وصول نائبين الى برلمان نيوساوث زيلز: تينا عياد على لائحة الأحرار عن مقعد هولزوورثي ودايفد صليبا على لائحة العمال عن مقعد فيرفيلد كما انتخب سام المير رئيساً لبلدية جورجز ريفر وانتخب بلال حايك رئيساً لبلدية كانتربري بانكستاون في غرب سدني و بيير اسبر رئيساً لبلدية باراماتا.