لا يا جماعة ، صيدا لبنانية وليست إسلامية، وجونية لبنانية وليست مارونية والأشرفية لبنانية وليست أرثوذكسية وبعلبك لبنانية وليست شيعية .

معيبة ومخجلة معركة ال»بكيني» على شاطئ صيدا ، فهذه المدينة التي عرفناها درّة في تاريخ لن تسقط في فخّ ال»مايوه». والمدينة التي زينّت الساحل اللبناني منذ أسّسها الكنعانيون لن تفقد بوصلة البطولة وهي التي أحرقت نفسها حتى لا يدخلها الفرس، وهي التي استقبلت فخر الدين سنة 1618 عائداً من منفاه في توسكانا الإيطالية.
ونقرأ من القرن الرابع قبل الميلاد:» عندئذٍ أدرك الصيدونيون ألا مفر أمامهم من الانتقام الفارسي فبادروا بحرق مدينتهم وتدميرها مع أسطولهم البحري كاملاً، ثم أحرقوا منازلهم وأنفسهم كيلا يتركوا للفرس فرصةً للانتقام منهم».
ونقرأ عن صيدا المدينة التي فرملت اندفاع الإسرائيليين في حزيران 1982 وأنزلت فيهم خسائركبيرة.. ونفرأ عن صيدا التي واجهت الردع السوري سنة 1976 كيف حوّلت ساحة النجمة الى مقبرة لدباباته.
لا يمكن أن يصغّروا صيدا ويجيّشوها لمواجهة امرأة اسمها ميساء يعفوري لأنها أرادت ان تنزل الى الماء بلباس البحر، وبدل مواجهة الأعداء والغزاة جعلوا صيدا بشيبها وشبابها تواجه السيدة يعفوري بسبب لباس البحر «مايوه» ويطلبون منها ان تذهب وتسبح في جونية علماً انها من منطقة صيدا.. وعلماً ان بعض الغاضبين الصيداويين يسبحون قرب ال»بكيني» في الإسكندريه و»شرم الشيخ» و»انطاليا» التركية وحتى في مدينة صور الجنوبية؟!.

كتب أحمد منتش مراسل «النهار» البيروتية يوم الإثنين :»اما ما شهده الشاطئ الصيداوي امس ، فوضع المدينة على حافة «فتنة» دفع في اتجاهها رجال دين متشددون وبدت أحزاب صيدا وهيئاتها السياسية وبلديتها اعجز من مقاومتهم في فرض خط «ترهيبي» للتشدد والتعصب واقفال مسارب الانفتاح. وقد اقام المتشددون «طقوس» القمع الترهيبي بمحاولاتهم منع مجموعات من الناشطات المطالبات بحرية السباحة ومواجهة الاعتداء على هذه الحريات التي رضخت لها البلدية بتعميم يكاد يتبنى المطالب المتشددة لـ «هيئة العلماء المسلمين» كافة. وذهب احد مشايخ هذه الهيئة الى وصف الفتيات والسيدات والشباب المطالبين بحقهم في السباحة في مسبح صيدا الشعبي بلباس البحر «بانهم اهل العري والفسق والفجور» فيما انبرى شيخ اخر لـ «يفتي» بان السباحة «تحد لله» ! وبعد جهد جهيد للقوى الأمنية حال دون الصدام بين الفريقين انفضت المواجهة عن واقع قاتم يظهر صيدا تحت رحمة اقلية متشددة قادرة على ترهيب المدينة..

وبين تظاهرتين ومجموعتين متقابلتين سقطت مدينة رياض الصلح وجرجي زيدان ورفيق الحريري ومازن معضّم في فخ ال» مايوه»!.:. والله عيب؟!.
وبين كانتون عرمتي في اقليم التفاح واستعراض سلاح «حزب الله»، وبين كانتون «البكيني» في صيدا في ذات اليوم، لماذا «ينقزون» إذا سمعوا كلمة فيدرالية؟!.