إعداد عائدة السيفي- سدني

  ولدا التوأمان من أبوين عراقيين بتأريخ 24/12/1980 .
هذان الأخوان هما فنانان حرفيان يتغلب عليهما طابع الجدية يفضلان البقاء في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء والمشاركات الصاخبة لديهم خيال واسع والتقييد بقراراتهم أصحاب مواقف ومستعدين لمد يد العون ومساعدة كل من يطلب مساعدتهم دقيقين في عملهما وبشكل متناه ولديهما متعة بذلك حين ممارستهما لعملهما هما ملتزمان وناجحان لا يقفان في منتصف الطريق مهما أعترضتهما العراقيل والصعوبات بل المثابرة هي عنوانهما والوصول الى هدفهما هو الوسيلة والغاية.
مسقط رأسهما محافظة البصره الفيحاء مدينة الفن والفنانين مدينة الشعر والأدب وكل الوجهاء والطيبين
محبتهما لتراثهما الغر الجميل التراث العراقي الأصيل ومنبع بلاد ما بين النهرين الكبير أعطى للثنائي كماً هائلاً من التحفيز والبحث في ثنايا التأريخ العظيم ودفعتهم للتعبير عنه من خلال بعض الشعارات والرموز الموجودة في كل بيت عراقي ولا يخلو منه بيت عربي ويكاد عملهما يتنوع من الخشب تجده تحفة فنية بل تحف محفورة بدقة وحرفية قل نظيرها وبلونها الخشبي الطبيعي الرائع الذي يضفي على العمل جمالية وإبداعاً  تجد رسم نبي يهيايهانا مسبح أسمه تجد النبي عيسى ومريم العذراء عليهما السلام  تجد الإمام الحسن والحسين وعلي عليهم السلام وسمات وجوههم وتقاسيمها بالغة الجمال رسمت بعناية فائقة حفرت ونقشت بدقة متناهية وبأحلى صورة وإبداع لامثيل له بحيث هذان الشابان قد وضعا بصمتهما وخطّا مسارهما للصعود الى المجد بتألق

تجد هذه الرموز والصور الخالدة مؤطره ومرتبة بشكل جميل وبعضها منحوته على الخشب بتقنية وبجمالية تجذبك وتدفعك للبحث والسؤال عن صانعيها.
لقد ابدع هذان التوأمان بمساعدة بعضهما البعض ووضعا ثقلهما الفني بخطوات ثابتة وتقدمهما نحو النجاج  واضح جدا”
وهما عدي سليم شاهر
وقصي سليم شاهر
بدأت هوايتهما بالرسم منذ الصغر وحصلا على المرتبة الثانية في مسابقة أقامتها المدرسة الابتدائية أنذاك بأحدى معارضها  المدرسية
والتي اعطتهم دافعا للمواصلة والتطوير.
يقول الفنان عدي تركت الرسم وتوجهت إلى الأعمال اليدوية التي أحببتها من خلال عملي على الخشب والقماش
لكني ولظروف معينة تركت العمل هذا منذ عام 1998 -2006 وإتجهت الى عالم صناعة وصياغة الذهب والمجوهرات والتي لا تقل جمالا» عن سابقتها بل أروع بعملها وأتقن ووجد نفسه صانعا» لأجمل السلاسل والميداليات الذهبية التي تعني كل الإنتماءات الإجتماعية مثل الصليب للمسيحيين والدرفش للصابئة المندائيين وصياغة القرآن الكريم للمسلمين كان ولا أروع  هل يكون جمال وإبداع أكثر من ذلك؟

غادرا العراق مع عائلتهما المكونة من الأب والأم وأربعة أبناء وإبنة واحدة في 2006 متوجهين الى سوريا بعد محاولة قتل ل عدي ونجا منها بإعجوبة وبعد إطلاق النار عليهم وهم في محلهم الخاص للعمل لأنهم صاغة ذهب ومجوهرات ومن الطائفة المندائية وكان القتل في وقته متعمداً وعلى الهوية للقضاء على الأغلبية من الشعب العراقي من قبل جماعات مسلحة وإرهابية حكمت زمام الأمور بعد إحتلال العراق في 2003 وهو السبب بتردي الإوضاع الأمنية وإستحواذ شلة حرامية وفاسدين للأسف حكموا العراق أنذاك ودعموا من قبل دول الجوار فتكوا ببلدنا ودنسوا أرضه الطاهرة الشريفة والعريقة وعبثوا بمقدراته اومقدساته لينهبوا ويسلبوا ثرواته الذي أنعم الله بها لهذا البلد العظيم وغادرت العائلة  على أثرها العراق منطلقين إلى سوريا  في 2006.
بالرغم من ذلك ومن تلك الظروف الصعبة التي مرت بهم لم يتوقف عدي وقصي عن مزاولة عملهم بسوريا  ولكن للأسف لم يجد الاهتمام الواسع بمنتجاتهم من قبل  الناس لاسباب مختلفة منها الوضع المادي والمعيشي المزري وعدم الاستقرار .
يذكر الفنان عدي رغم كل الصعاب التي واجهها في العراق وسوريا ولكن محبته لتقديم كل ما بوسعه لتقديم الجديد وما هو مناسب حفزه لمشروع آخر وهو كان الدافع القوي لصناعة المداليات التي تحمل صور شخصية كانت فترة لابأس بها لإطلالة جديدة ومتنوعة .

يواصل حديثه ويقول خرجنا بنتيجة فعلا» والحمدلله تستحق الثناء كي نبدأ بعمل شيئ آخر وجديد يناسب ذوق الجميع ثم بدات اصنع كل شيء من الخشب والريزين بكل انواعها  الفنية والجمالية ثم عملت بحث في هذا المجال حتى يستفاد منه الجميع وعملت (الدرفش) وهو رمز ديانتنا ديانة الصابئة المندائيين يشبه الصليب ولكن بشكل مختلف قليلا» أسمه ( الدرفش)  على شكل لوحات كبيرة وأيضا» عملته على شكل قطع من قماش الستان وخططت العبايه المندائية التراثية ثم الشالات وبعدها قمت واخي بالنحت للصور الشخصية على الخشب وخاصة زعماء طائفتنا المندائية الذين غادرونا إلى عوالم النور الرحمة والمغفرة لهم .
أنجزا بيوتاً ومحافظ خشبية لحفظ الكتب المقدسة
وصلا الى استراليا 2013  وقد وجهت اليهما دعوات للمشاركة بالمعارض والمهرجانات المقامة في سدني
ثم شارك عدي باليوم المندائي الاول و الثاني  و حصل على شهاده  تقدير باسمه واسم اخيه.
شارك بمهرجانات بلاد مابين النهرين الشهير والناجح التي تقيمه السيدة عائدة السيفي وفي كل مواسمه في السنوات الماضية 2020 , 2021 ,2022 ,2023 ونالت منتجاته إعجاب الجمهور ومنح شهادة تقديرية لكافة مشاركاته هذه .

حاول عدي جاهداً بتعزيز موهبته وتنميتها من خلال الدراسة وتعميقه بتفاصيل أصول وقواعد الفن المثبتة لمتابعتها وتطويرها وتنمية أعماله وموهبته أكثر عن طريق اليوتيوب وبدأ بترجمة ماتعلمه على أرض الواقع وعمله هذا بطريقة أكثر علمية جلبت له مشجعي هذه الأعمال التراثية والطلب عليها من قبل بعض المتذوقين لهذا الفن الجميل حيث وجد رواجا» بسيطا» لمنتوجاته المصنوعة من الخشب وحسب طلبهم وبما يرغبون .
وهذه دعوة خالصة منا لمتابعينا وقرائنا الكرام للاطلاع على أعماله المعروضة وإقتنائها وباسعار مناسبة الإتصال به على الرقم 0458821057 أو من خلال جريدتنا الغراء للتواصل معه
تمنياتنا للفنانين المتألقين عدي وقصي سليم شاهر دوام الإبداع والتقدم وشكرا”