كشفت صحيفة سلايت الفرنسية الغموض الذي يلف العقل المدبر لعمليات حزب الله في سوريا، من خلال تقرير أعده الصحافي فاني أرلنديس قدمت فيه معلومات عن «هذا الرجل الخطير» المطلوب لدى العدالة الدولية. وقالت الصحيفة إن هذا الرجل يسمى إلياس صعب، ويسمى أحياناً سامي عيسى، وفي رواية أخرى مصطفى أمين بدر الدين، وقد أجمعت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله ووزارة الخزانة الأميركية على أن هذا الرجل يقوم الآن بإدارة العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا.
وذكرت «سلايت» أن بدر الدين من مواليد الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرة إلى أنه عندما كان في سن الـ14 اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، ليلتحق بحركة فتح قبل أن ينفصل عنها لينضم لميليشيا حركة أمل قبل أن ينتقل إلى صفوف حزب الله. وذكرت الصحيفة الفرنسية أن بدر الدين هو من يقف وراء عدة تفجيرات، منها التفجير الذي أدى إلى سقوط 241 من قوات المارينز الأميركية المتمركزة ببيروت في سنة 1983، وتفجير آخر استهدف السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت قتل على أثره ستة أشخاص، حيث أدين في الكويت على اثر ذلك بالإعدام في سنة 1984، وبينما كان يقبع بالسجن في انتظار تنفيذ الحكم أقدم صدام حسين على غزو البلاد في سنة 1990، ومهاجمة السجون وتحرير كل السجناء الذن كانوا من ضمنهم بدر الدين.
وعاد بدر الدين إلى لبنان، وهناك قام بتدريب المقاتلين الفلسطينيين، وقاد عمليات مع حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان إلى حدود سنة 2000، ويعتقد كثيرون أن بدر الدين ضالع في عمليات عدة أخرى ليس في بيروت فقط، بل بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس وبغداد أيضاً. وبحسب الصحيفة الفرنسية، فقليلون هم الأشخاص الذين يعرفون بدر الدين، رغم مسيرته الحافلة بالتنقلات والعمليات الإرهابية، ويُعزى ذلك إلى أنه على الصعيد الرسمي بالكاد يمكن إثبات وجوده، فهو لا يملك جواز سفر ولا رخصة قيادة أو حساباً بنكياً أو ملكية خاصة، ولا توجد أي سجلات تفيد بخروجه أو دخوله للبنان.
ونقلت الصحيفة تصريحاً لغرايم كاميرون، قاضي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال فيه إن: «بدر الدين يتحرك مثل شبح لا يمكن إدراكه، ونظرياً يستحيل تعقبه داخل لبنان فهو لا يترك أي أثر».
وكشفت الصحيفة عن أن بدر الدين، الذي يوصف بأنه زير نساء وصاحب سهرات ماجنة، لا يبدو مضطرباً أو خائفاً، فهو يواصل تحركاته وزياراته للبنان بانتظام، رغم أنه صدرت في حقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الدولية.
وقد حضر في يناير الماضي جنازة قريبه جهاد مغنية الذي قتلته طائرة من دون طيار إسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية، في غارة كان بدر الدين هو المستهدف الرئيسي منها، غير أنه غير مخططاته في آخر لحظة، لينجو من موت محقق.