” ردّوني عالرابية ، حابب أرجع جنرال”، قالها الرئيس ميشال عون الأسبوع الماضي في قصر بعبدا، لتنهال التعليقات الساخرة والمتهكمة، ونتوقف عند ما قالته الممثلة كارين رزق الله:” ليش ما بترجع عافرنسا”؟…

يبدو أن كارين لا تعلم أن الدولة الفرنسية وضعت إعلاناً ان :”

لا هوت ميزون” أصبح مركزاً لمعارضين للنظام السوري، على أساس أن “لا هوت ميزون ” مخصّص فقط للمعارضين أنظمتهم” ..

ثانياً، لا تعلم كارين أن الحاشية الباريسية السابقة المؤلفة من سيمون أبي رميا ونبيل نقولا وجبران باسيل  لن تعود الى باريس مع جنرالها!.

الجنرال يا كارين كان يعيش في الرابية حياة ما عاشها آلهة الإغريق، لأن هذه الآلهة لم تحصل على كم القرابين الذي حصل عليه جنرال الرابية.

في الرابية ، كان كل الناس تحت زنار الجنرال وكان يصنّفهم كما كان أباطرة الرومان يصنفون العبيد.

أما في بعبدا، فما عاد زنار فخامة الرئيس يخيف أحداً.

في الرابية، كانت أم يوسف تأتي من المطيلب كل صباح وتضع

” سطيلة الحليب” أمام الباب “ليتروّق” الجنرال، وفي زمن فخامة الرئيس في بعبدا انقطع حليب الأطفال من الصيدليات!.

في الرابية ، كانوا يرون كل صباح الخبّاز أبو رامي حاملاً “صدر” المنافيش واللحم بعجين كي يفطر الجنرال و”الشباب” ، وفي عهد فخانة الرئيس في بعبدا باتت اللقمة النادرة الوجود أغلى من قيراط الذهب .

واذا كنا نريد ان نعرف لماذا يحن فخامة الرئيس الى زمن جنرال الرابية فلنسأل الصحافي جوزيف أبو فاضل والمدرّب الرياضي المعروف غسان سركيس والمستشار الاعلامي السابق جان عزيز وكثيرين سواهم من الذين طاروا من التيار؟!..

هؤلاء ومعظم العونيين يا كارين يريدون العودة الى زمن “جنرال الرابية” لأن “فخامة الرئيس خذلهم لا بل صدمهم”.

في ساحة الجنرال في الرابية يا كارين كان الناس يتظاهرون  “بالروح بالدم نفديك يا جنرال” (الصورة).. وفي ساحة  فخامة الرئيس في بعبدا باتوا يتظاهرون وهم يهتفون :” بدنا ناكل بدنا نعيش”.

في الرابية كان جبران باسيل يسجّل مواعيد الجنرال ويأتي له بفنجان القهوة. وفي بعبدا مع فخامة الرئيس باتت عبارة “اسألوا جبران” هي المطلع والقفلة!.

وهل تعلمين يا كارين ان أم يوسف باعت البقرات في المطيلب في زمن انقطاع اللحم، وان “أبو رامي” أوقف الفرن بسبب انقطاع المازوت والطحين؟!.أي أن فخامته لا يستطيع أن يعود جنرالاً الى الرابية، يمكنه أن يعود شاعراً مثل امرئ القيس يقف على أطلال أيام زمان وينظم قصيدة:

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ

فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ