أنطوان القزي

غداة حرب تموز، حاصرت المعارضة آنذاك الرئيس فؤاد السنيورة في السريا الحكومية، بدأ الإعتصام في 30 تشرين الأول 2006  بنصب أكثر من 600 خيمة ( الصورة) حول مقر رئاسة الحكومة، وفي 21 أيار 2008 بعد 18 شهراً على بدايته، تمّ فك الإعتصام مع إبرام اتفاق الدوحة.

أدّى الإعتصام إلى شلل تام في وسط بيروت ولا سيما في منطقة الإعتصام والشوارع المحيطة بها، وأقفلت عشرات المؤسسات التجارية وصُرف الآلاف من الموظفين، وما كادت ال»داون تاون» تصبح قبلة السياحة الأوروبية والخليجية حيث كان الناس يقفون بالطوابير للحصول على فنجان قهوة ، حتى هجّر الإعتصام مطاعمها ودور الأزياء وأشهر الماركات العالمية فيها ومراكز كبريات الشركات العالمية، الى دبي وأبو ظبي وسواهما وباتت مئات العائلات اللبنانية بلا مورد رزق، وقدّر مسؤولون وخبراء اقتصاديون إجمالي الخسائر التي تكبدها قطاع التجارة في تلك الدائرة بسبب الإعتصام 10 ملايين دولار يومياً.

ومن أسباب الإعتصام يومها كما زعم المعتصمون هو وصول الدَين العام الى أرقام قياسىة ، ولكن بين بداية الإضراب ونهايته تضاعفت أرقام الدين العام (وبدل أن يكحّلها اعتصام المعارضة عماها)!!!.

مرّت السنين، هرّبوا الكابتاغون الى السعودية ، فتوقّف تصدير الخضار والفاكهة الى معظم دول الخليج.

وفي السنوات الأخيرة، كانت طوابير الصهاريج “المحمية” تنقل المازوت المدعوم عبر معابر غير شرعية باتجاه سوريا مما تسبّب بفقدان هذه المادة ، فأقفلت مستشفيات وهاجر 1200 طبيب و 1200 ممرض وممرضة، واقفلت مدارس وهاجر أكثر من الف مدرّس وتوقّفت مشاريع وغادر أكثر من 700 مهندس. وأفسدوا القضاء وغادر أكثر من 20 قاضياً.

تلاعبوا بالدولار واغتالوا ليرة الفقير فأجبروا طلاباً كثيرين في الخارج على العودة الى لبنان، وتسببوا بتصغير ربطة الخبز، وأمس الأول سمعنا أن ربطة الخبز ستباع بلا كيس بلاستيك لأن أصحاب الأفران عبر قادرين على دفع ثمن النايلون بالدولار.

والأقسى والأسوأ أن الإقفال بدأ يطال المطاعم الشعبية، وقرأنا أمس الأول أيضاً أن فلافل صهيون ( نزلة السوديكو) الذي بات اسمأ من تراث لبنان «المطبخي» يقفل أبوابه، فلافل صهيون الى جانب فلافل فريحة وآراكس هو جزء من ذاكرة الزمن الجميل لمدينة بيروت.

وعندما ينسحب رغيف الفلافل من امام الأعين ، فسلّم على البلاد والعباد!.

وختاماً، لا تسألوني من هو كاتب السيناريو والمخرج والمنتج لهذا المسلسل الذي بدأ سنة 2006 ولم ينتهِ بتهجير سفراء الخليج من لبنان؟!.