أنطوان القزي

في 20 مايو/أيار 2007 إندلعت اشتباكات بين الجيش اللبناني وحركة فتح الأسلام في مخيّم نهر البارد. شمالي لبنان.
في أسوأ اقتتال منذ الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1989)

في 2 سبتمبر/ أيلول أعلن الجيش اللبناني تمكنه من السيطرة بالكامل على المخيم فيما فرّ زعيم جماعة فتح الإسلام شاكر العبسي.
وقد تكبّد الجيش اللبناني 158 قتيلاً في تلك الحرب.
السيناريوعينه يتكرّر اليوم في حي الشراونة في بعلبك، فمنذ الأول من حزيران يونيو الجاري، يُنفّذ الجيش اللبناني عملية أمنية في البقاع، وتحديداً في حي الشراونة القريب من مدينة بعلبك ، بهدف الإطباق على واحد من أبرز «بارونات المخدرات» علي منذر زعيتر الملقّب بـ»أبو سلة».
دفع الجيش الى المعركة المروحيات والطائرت المسيّرة، لكن أبو سلّة احتفى مكرّراً سيناريو شاكر العبسي في نهر البارد
وتخلل العملية اشتباكات مع مجموعة «أبو سلة» أدت إلى مقتل جندي وجرح خمسة آخرين، وتوقيف العشرات إلا أن «البارون الشهير» تمكن من الفرار بعد أن أُصيب برجله، كما أفادت المعلومات.

وسمعنا أمس الأول الوكيل الشرعي للرئيس الإيراني في لبنان الشيخ محمد يزبك يقول:»نحن نشكر آل زعيتر لأنهم ضبطوا أعصابهم، وننذر الجيش اللبناني بوضع حد لما يحصل و سيكون لنا موقف آحر اذا استمر الجيش في عمليته؟!.
كل هذا من أجل حماية البارون «أبو سلّة».

اكتسب «أبو سلّة» لقبه من المرحلة التي كان يدير فيها تجارة المخدرات في منطقة الزعيترية – الفنار (شمال شرقي بيروت) حيث تعوّد أن يبيع «بضاعته» على أنواعها من خلال «سلة» كانت «تهبط» من شقته كلما أراد إتمام «البيعة».

ومنذ أن «استقرّ» في حي الشراونة قبل نحو ستة أعوام، ركّز نشاطه وقوّى موقعه إلى أن بات أكبر مصْدر للمخدرات في العاصمة ومحيطها، ومن أشهر ما يبيعه الحبوب المخدّرة من السيلفيا إلى الـ XTC والكوكايين والكبتاغون وغيرها.

«أبو سلة» مطلوب بنحو ألف مذكرة ووثيقة أمنية، وصدرت في حقه أحكام غيابية، بجرائم تراوح بين الإتجار بالمخدرات عبر شبكة واسعة (في عدادها فتيات وعاملون في وسائل نقل عدة) وبيعها لطلاب الجامعات والمدارس وأعمال خطف وسرقة وتزوير وإطلاق نار على الأجهزة الأمنية والعسكرية.
واللافت أنه فيما كان الجيش يجري مداهماته هذه بحثاً عن المطلوبين، ظهر اسم النائب في حركة أمل غازي زعيتر في العملية من خلال ما ذكرته تقارير صحافية عن أنه أصرّ على دخول منزله قرب حي الشراونة، ما اضطر الجيش لوقف تنفيذ المداهمة جزئياً منعاً لسقوط مدنيين ضحايا.
كما أوعز لسيدات وأطفال بلدة جبعة في البقاع التي شملتها المداهمات بإغلاق الطرق منعاً لتقدم عملية ملاحقة المطلوبين في البلدة، ما أشعل موجة انتقادات على مواقع التواصل، حيث نشر العديد من المعلقين صوراً لزعيتر مع أبو سلة، حسب زعمهم.