أنطوان القزي

يتكشف يوماً بعد يوم أن فتح جبهة الجنوب ليست كرمى لعيون غزّة، إذ يقول المحلل السياسي سركيس
نعوم : أن الهدف ليس تحرير فلسطين بل منع الهجوم على إيران. وفي هذا الإتجاه يكتب معظم المحللين السياسيين.
وقال النائب ايهاب مطر لمحطة «أم تي في»:
«دخول حزب الله حرب غزة لم يساعد أبداً في تقليص خطورتها ولا في خفض الدّمار في القطاع ومعظم اللبنانيين لا يعرفون الجدوى من دخول الحزب هذه المعركة».
وأضاف مطر::» الجيش اللبناني لن يقصّر في حال اندلعت حرب ولكن فرضية العمل الاستباقي التي قام بها الحزب لم تثبت وأرى أن كل ما يحصل هو تضييع جهد وتضحية بالشهداء.
أما نعوم فيقول:» في أعقاب هجوم 7 أكتوبر وخصوصاً بعد الهجوم القاتل على المستشفى الأهلي بعد نحو 7 أيام كثّفت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها في جميع أنحاء المنطقة لا ضد إسرائيل فحسب بل ضد الولايات المتحدة أيضاً. بدأ ذلك بهجمات «حزب الله» عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، الأمر الذي أدى الى إخلاء المجتمعات الحدودية من الجانبين. أعقبت ذلك ضربات يومية من الميليشيات الشيعية للقوات الأميركية في سوريا والعراق، ثم شنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على حركة الشحن في البحر الأحمر. بعد ذلك توسّعت الهجمات في الجبهات الثلاث، وتزامنت فترة الهدوء الجزئي الوحيدة في العراق وسوريا والحدود اللبنانية – الإسرائيلية مع وقف إطلاق النار والوحيد في غزة حتى الآن، وكانت مدته أسبوعاً لكنها مُدِّدت أياماً أخرى.

أما المقاتلون الحوثيون اليمنيون فقد واصلوا هجماتهم في البحر الأحمر بلا هوادة. ووفقاً لإحصائيات عدد من الزملاء في مركز الأبحاث الذي أعمل فيه تسبّبت مئات الهجمات على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بإجلاء آلاف اللبنانيين والإسرائيليين من منازلهم. وأسفر 180 هجوماً وربما أكثر ضد القوات الأميركية في العراق عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات فردّت عليها بأكثر من عشر ضربات عسكرية. وبعد نحو أسبوع من ذلك تسبّب هجومٌ نفّذته «كتائب حزب الله» العراقية المدعومة من إيران بقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة عسكرية داخل الأردن وجرح عدد آخر منهم. ردّت الولايات المتحدة على ذلك بمهاجمة أكثر من 80 هدفاً في العراق وسوريا تابعاً للجماعات «الوكيلة» المدعومة من إيران و «حرسها الثوري». أخيراً دفعت عشرات الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر الولايات المتحدة الى تنفيذ بعض أكبر الضربات الجوية التي اتخذت إدارة بايدن قراراً بتنفيذها حتى الآن».
كل هذا وحرب غزة غير متأثرة بحروب حلفاء إيران في اليمن وسوريا والعراق والأردن ولا في جنوب لبنان، الحلفاء الذين يحرّكهم المايسترو في طهران.
والصواريخ التي سمح «حزب الله» بإطلاقها من جنوب لبنان من بعض الفصائل الجهادية والحماسية والتي استدعت رداً اسرائيلياً ورداّ على الرد من «حزب الله».. لم يستفد منها العزاويون؟!.
وبعض اللبنانيين الذين يرفضون أن يفركوا عيونهم لا يصدقون ان الجنوب منذ 7 أكتوبر تشرين الأول يدفع فواتير لمصلحة ايران وليس لمصلحة تحرير أرضه أو نصرة غزة، القصة لا تحتاج الى جدل فالوقائع على الأرض تثبت ذلك.