بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

بالضربة القاضية أجهزت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن على المذيع ألان جونز.

فهذا الإعلامي المتعالي يبدو أكثر فأكثر أنه فعلاً لا يتحمّل وجود نساء في موقع القيادة، فهو منذ أسابيع  يخصّص قسماً كبيراً من برنامجه الصباحي Morning show لمهاجمة رئيسة حكومة الولاية غلاديس بريجيكليان.. وهو الأسبوع الماضي تزامناً مع قمّة توڤالو لجزر الباسيفيك للبحث في قضية المناخ، طلب من رئيس الوزراء سكوت موريسون أن يخلع فكّ جاسيندا لمجرّد أنها خالفت رأي أستراليا في معالجة قضية المناخ ما عرّض جونز لهجوم لاذع وعاصف من الجمعيات النسائية في نيوزيلندا..

ألان جونز لم يتوقّف بل قال لموريسون: «إذا شاهدتَ هذه المرأة على الشاشة لا بدّ أن تتقيّأ»!.

لم يقتصر الأمر على امتعاض رئيس الوزراء ممّا قاله جونز ، بل شرعت شركات ومؤسسات تجارية في وقف  إعلاناتها على أثير إذاعة 2GB .

أمّا كيف ردّت أرديرن على جونز مسجّلة في شباكه عدّة أهداف «أخلاقية» فهو تصرّف لائق يستحق الإحترام.

فهي رأت :«أن ليس كل من يهاجمنا يجب أن نردّ عليه فنحن منفتحون على كلّ رأي وكلّ نقد.. وربّما نردّ عليه في مباريات الرغبي ( مشيرة الى أن جونز كن مدرّباً لفريق الوالابي بين سنتي 1984 و1988) ورفضت أن توجّه إليه أي كلمة نابية».

وقولها أنها ستردّ عليه في الملاعب هو طريقة مهذّبة تعني الاستخفاف به وعدم الردّ عليه كإعلامي بل كمدرّب رغبي!.

أمس الأول الثلاثاء، طلع ألان جونز عبر برنامجه الصباحي معتذراً من رئيسة وزراء نيوزيلندا ومقرّاً بالخطأ وبأنه تجاوز حدود اللياقة.

للعلم فقط، نادراً جدّاً ما يعتذر الان جونز ولو كلّفه الأمر الذهاب الى المحاكم كما حصل مراراً.

ألان جونز الذي كسر خواطر أستراليين كثيرين بمواقفه الفوقية والعنصرية.. كسرته هذه المرّة إمرأة ما زالت تسجّل الإنتصارات الأخلاقية والإنسانية منذ مجزرة المسجدين في آذار مارس الماضي في كرايس تشيرش وحتى اليوم.

براڤو جاسيندا!.