بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

الكثير من بني البشر من نسل أدم وحواء وحتى يومنا هذا لا يفهمون تماما المغزى الحقيقي للخلق والمخلوقات وأن كان «الرب» عز وجل قد قال في محكم التنزيل « وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون “! فهل هذا الاله العظيم المتجلي رب الارباب وخالق الكون يحتاج لعباده مخلوق من مخلوقاته وإن كانت هذه الدنيا بأسرها لا تسوى/تساوي عند الله جناح بعوضه فما بالك بالإنسان الذي يمشي على الأرض في هذه الدنيا الزائلة الفانية وهل عباده الانسان وتسبيحه لخالقه سيزيد من ملك الأخير أو سيعظم من ملكوته وجبروته أو سعه عرشه وخصوصا إذا ما علمنا بأن دخول الجنة لهؤلاء وفوزهم بالنعيم المقيم سيكون برحمه الله وعفوه وليس عن طريق أعمالهم والتي سيتم حسابها وتفصيلها بدقه من ناحيه الخشوع والسكينة والنية الصالحة والتقوى والكثير من اشتراطات القبول للأعمال الصالحة. أو لم يكن من السهولة لأبعاد الشيطان الأكبر « ابليس – Lucifer « وحرقه هو وقبيله في لحظه العناد والتحدي لله ولمخلوقاته وبكلمه واحده (كن-فيكون).

أو لم تكن أعمارنا وآجالنا وشقائنا وسعادتنا مكتوبه في اللوح المحفوظ ونحن في أرحام أمهاتنا وربما قبل ذلك ومن قبل أن نعرف ما هو الحلال وما هو الحرام في هذه الدنيا أو الأرض التي نمشي عليها ونموت فيها لاحقا؟
ولننظر لهذا الحديث القدسي العظيم : (يا عبادي! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ….) فهل محتاج الرب أو اللورد لهذه العبادة المشكوك في قبولها بالكامل من قبل عبده/عباده! ومن ثم قوله تعالى في تكمله الحديث (يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه).

الهجمة الشرسة اليوم من شياطين الانس (الممثل الرسمي والوحيد لشياطين الجن) على الأديان ( جميع الأديان) واضحة المعالم والاركان ولا تقبل الشك أو بالتشكيك في النوايا قد زادت وأحكمت السيطرة على مجريات الأمور في هذه الدنيا فكما بدأ الأمر ( ؟ ) غريبا وفي بداية الدعوة وأرسال النبي المبشر للعالم قبل 1400 عاما ولم يتقبله قومه حيث ظهرت المقاومة عندها للتغير في العقائد والمفاهيم وترك وثنيه الأجداد والاباء تعود ألينا اليوم لتصنع غربه أخرى لا تقل غرابه وصعوبة عن قبلها فالأوثان والاصنام قد رجعت لزماننا هذا، ولكن بطرق عصريه مغلفه بورق من السلوفان الفاخر من ما ركه المحبة والسلام العالمي للأديان فلا عقاب للمجاهرين بالمعصية ولا ذنوب للعاصيين ولا حساب للكافرين أو الملحدين ولا مكان للمتزمتين أو المتشددين.

شياطين الانس اليوم أحكموا السيطرة على ارزاق الناس وأشغالهم ولن يهنئ لهم بال حتى يتبع القوم (وبجميع ديانتهم وعقائدهم) أهوائهم الضالة المفسدة والمخالفة لشريعة الخالق في ملكوته. هؤلاء الشياطين دمروا الاسر وهدموا البيوت وفرقوا بين الأزواج وشردوا الأولاد ونشروا الشذوذ والمخدرات في المدارس ويسروا الرذيلة والفحشاء ووظفوا الجهلة وغير المتعلمين وشككوا في علماء الدين وغيروا المناهج الدينية وحرفوا الكتب السماوية ( التوراة والانجيل والقرآن ) في كل مكان وحاربوا الأديان ونسفوا القيم والمبادئ والأخلاق وحاربوا الفضيلة ورفعوا شعارات التمرد والعصيان وانكار الذات وغيروا من خلقه الله فلا تعرف الذكر من الانثى ولا المعقول من اللا معقول فلون الشعر الأسود قد أصبح أخضر أو أزرق والجسد امتلئ بالاوشام والصور واللوحات الزيتية الصاخبة والتشبه بأشكال النساء وتصرفات الكلاب والأخطر من ذلك أنهم سنوا الأنظمة والقوانين لمعاقبه من ينتقدهم في السر والعلن وملاحقتهم قضائيا وفي كل أرجاء العالم وبمساعده الجمعيات والمنظمات الدولية التابعة لهم ( الإعلامية والسياسية والطبية والعسكرية والاقتصادية وغيرها ).
الأيام القادمة هي الأصعب في تاريخ بني البشر على هذه الأرض ولتعود نفسك على تحمل الجمر (باليد لا بالفم ) !
والله المستعان.