بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

العديد من الناس في هذه الدنيا يتمنون دخول الجنة (التي وعد الرحمن بها عباده) ولكن العديد منهم ، إن لم يكن الكل ، لا يتمنون الموت ولا سماع الحديث عنه ولأسباب عديده جبل عليها بني البشر فالشيء المخفي أو المجهول عنهم قد يسبب نوع من الخوف والقلق والتوتر في جميع الأحيان
( لمن لديه قلب سليم ) فالحدث قادم ومؤكد ولن يستثني أحدا لا صغيرا ولا وزيرا فالكل سواسيه وكما قيل في الاحاديث المروية وغير المروية : « حب من تحب فإنك مفارقه … وعش ما عشت فإنك ميت « فالموت حق على عباد الله المخلصين وغير المخلصين ومن جميع الملل والنحل من يهودية ونصرانية واسلام وغيرهم من الملحدين والمشركين والكفار فالموت ليس عقابا أو هلاكا ودمارا إنما هي نهاية مرحله ( الدنيا) وبداية مرحله أخرى ( الأخرة) وكون الانسان يكره الموت فهذا يعني عدم رغبته في مقابله خالقه ( للموحدين ) رب الارباب وملك الملوك سبحانه والذي هو أرأف بعباده من الأم الحنون على ولدها فهو الذي خلقهم وعدلهم ( عن بقيه الكائنات والمخلوقات من حيوانات وغيرها ) وأستخلفهم في الأرض بل وتباهى بهم عند ملائكته!
رحله الموت هذه ماهي إلا تذوق لحظي (لا يرى بالعين المجردة) لحاله انتقال من حاله خلق مؤقته إلى حاله خلق أخرى دائمه ينهي بها الرب / اللورد لما يعرف بالحياة الدنيا ، والذين يخافون من الموت ( الحالة الانتقالية ) لا يدركون تماما بأننا نموت يوميا في نومنا وسبحان الخالق وكأنها مقدمه للموت الأكبر والتي تخرج فيه الروح و من دون رجعه الى الجسد كما هو في حاله النوم ولوكان الرب أو الألة ( وهو حر في ملكوته) يرغب في إنهاء المرحلة لفعل ولكن بالتأكيد فإن الحياه الأخرة هي الأهم وهي التي سيتقرر مصير العبد أو المخلوق فيها بعد حسابه وتقييم أعماله الدنيوية وأخيرا يكون الخلود ( جنه أو نار ) و هو القرار النهائي بعد رحله العمل في الدنيا.
رحله الخلق هذه عجيبة وغريبه والله سبحانه وتعالى غني عن عباده الذين خلقهم من العدم وكما جاء في الكتب السماوية ولا ندري تماما نحن بني البشر كيف ستكون خاتمتنا حتى ولو كان هناك معلومات ذكرت في تلك الكتب فالمشهد سيكون رهيبا مؤكدا ولا نعرف تماما كيفية التصرف بعقليه البشر الدنيوية فهل نحن سنكون هو نحن أم خلقا أخرا لا نعلم كيفيته ولا تفاصيله وعندما يأمر الخالق بموت جميع خلقه فيعني هذا أنه قد أمهل عباده ومخلوقاته بما في الكفاية ليبدأ مرحله الحساب لفتره الاعمال الدنيوية والمتاحة لكل بني البشر. الموت (سميه باسم أخر لا تخاف منه (اللقاء) – هو موعد الفرح الأكبر أو اللقاء العظيم مع ملك لا يشبه ملوك الدنيا ولا عظيم من عظمائها بل هو المتعة الحقيقية لنور لا يمكن أن يتخيله البشر ولا يخطر على بال أحد منهم ( لقاء الحبيب لحبيبه ) فعقولنا محدودة وتفكيرنا قاصر وكل أمورنا بيد خالقنا ولا نقول ختاما إلا أن يحببنا الله في لقائه وفي جنات النعيم وفي الفردوس الأعلى والله المستعان.