بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المن تدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

الكذب آفة عظمى وسواء كانت الكذبة بيضاء أو صفراء أو حتى بنفسجية فالنتيجة واحده وقد تكون مؤذيه أو كارثيه في بعض الأحيان لذلك فطن المجتمع الغربي بأن لهذه الكلمة تبعات خطيره وأثار جانبيه سيئة على المجتمع حتى وأن كان يمارس الفرد فيهم العديد من المنكرات أو الممنوعات في حياته اليومية لذلك تم غرس أو زرع مبدأ الاخلاق والقيم ومنذ الصغر وبغض النظر عن الديانات/ الأديان والتي هي أيضا تنهى عن هذه العادة السيئة.

“الكذب” ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا، أو كليا، أو خلق روايات وأحداث جديده بنيه وقصد الخداع لتحقيق هدف/ اهداف معينه وقد تكون ماديه/ ماليه! ولقد حرمت أو أنكرت جميع المذاهب لها الصنيع القبيح لكونه لا يتناسب مع شخصيه صاحبه أو صاحبتها فاذا ما تعامل المرء في استراليا مثلا مع مصلحه الضمان والرعاية الاجتماعية (سنتر لنك) فلا بد من إيجاد مبرر كاذب لتضليل أو تزيف الحقيقة (وجع الظهر والقدمين والمفاصل) أما المخالفات المرورية وتعديات البلدية أو المجلس البلدي وشؤون العائلة وكل ما يختص بمعونات الأسرة فلابد من اللف والدوران وعدم إظهار الحقائق وتفضيل المصلحة الشخصية أولا ومن ثم اتباع القوانين والأنظمة (قهرا لا حبا). ونفس الشي يقال في معاملات البيع والشراء بين أفراد الجالية وغالبا ما يتم (استخدام الحلفان – الكاذب!) لترويج البضاعة فاذا ما حلف الشخص بدينه ومذهبه على الكتاب المقدس (اين كان مسماه أو نوعه) فوجب التصديق والقبول الفوري ويمكن لك أن تختبر ذلك في مهرجانات لاكمبا وليفربول الرمضانية السنوية في ولاية نيو ساوث ويلز.

ولقد حزنت وانا أعلم ادعاء البعض لتضرره(الزائف) من جراء الامطار التي هطلت مؤخرا على الولاية وتسببت للبعض بالخسائر كما شاهدناه في بيوت البعض والتي غرقت بالكامل ولن تكفيها ال 1000 دولار أو حتى أكثر من ذلك (المقدمة من الحكومة كمساعده للمتضررين) لتصليح الأبواب والنوافذ فقط فما بالك بمن فقد بيته كاملا أو ومزرعته وربما ممتلكات أخرى جراء السيول الجارفة في فتره هطول الامطار الغزيرة على الولاية في الشهر الماضي. الغريب في هذا الموضوع اتصال البعض بالبعض الاخر للتشجيع على مواصلة الكذب والاحتيال على الدولة أو الحكومة والادعاء الكاذب بحصول الضرر ولو طلب منهم الحلفان على الكتاب المقدس لفعلوا وبكل أريحيه.

مسلسل الكذب هذا (وبجميع ألوانه القزحية) عند بعض الشرقيون، أصبح عاديا أو عاده، في حياتهم اليومية وقد يعتبرها البعض شطارة أو فهلوه من نوع أخر فقد يكذب الرجل على زوجته أو على أولاده لكسب بعض المال أو أخفاء أمر ما أو قد يغدر الشريك بشريكه (التجاري أو العاطفي) لتحقيق مآرب أخرى لا يعلمها الا من خلق ومؤكدا أن لديهم العذر الجاهز أو التبرير لفعل ذلك وبدون أي غضاضه أو مراجعه للنفس والضمير أو الاخلاق التي لم يتم التعود عليها في بيته للأسف!

الشائعات roomers التي تنتشر هذه الأيام في المجتمعات وبين الجاليات أي كان نوعها، مصدرها الاساسي نقل المعلومة الغير صحيحه وربما المغلوطة أو الكاذبة وسواء كانت بقصد أو بغير ذلك فالنتيجة حتما مؤسفة وقد تكون كارثيه في بعض الأحيان وخصوصا في عهد الجائحة – كوفيد 19 والتي أضرت بالعباد والبلاد والى يومنا هذا! أتقوا الله في أنفسكم وأهليكم وفي استرالكم والله المستعان.