أنطوان القزي

في عام 1900 تم في الولايات المتحدة إقرار قانون يفصل الركّاب في الحافلات عن طريق العرق. وتم الفصل بين الركاب في الحافلات من خلال وضعهم في مقاعد مخصصةٍ لكل عرق.
وفي الأول من كانون الأول ديسمبر 1955، رفضت امرأة تدعى روزا باركس (الصورة)، حين كان عمرها 42 عاما، في مدينة مونتغمري التابعة لولاية ألاباما، أوامر سائق الحافلة بأن تتخلى عن مقعدها لرجل من ذوي البشرة البيضاء ليجلس مكانها، كما تقتضي قوانين جيم كرو.
كانت باركس في طريقها إلى المنزل من العمل في ذلك المساء وجلست في الكرسي الأمامي في الجزء الخلفي المخصص للسود في الحافة، وعندما امتلأ الجزء الأمامي المخصص للبيض، طالبها سائق الحافلة بالتخلي عن مقعدها حتى يتسنى لراكب أبيض الجلوس، لكن باركس رفضت، لذا اعتقلتها الشرطة، وبعد أربعة أيام، أدينت باركس بالسلوك غير المنضبط، وتم تغريمها 14 دولارا لانتهاكها قوانين الفصل العنصري في الولاية.
أثار هذا القرار موجة غضب بين السود في الولاية، وتم تنظيم وقفات احتجاجية اعترضا على هذا الفصل العنصري بزعامة مارتن لوثر كينغ، كما قام السود بمقاطعة الحافلات المدينة لمدة 381 يوما، مما تسبب في خسائر كبيرة لشركة الحافلات، لأن السود كانوا يمثلون 70% من سكان الولاية.
ربما كانت هذه الشرارة الاولى التي أوصلت باراك أوباما الى البيت الأبيض سنة 2008.
وبعد 67 سنة أين روزا باركس مما يحصل على الحدود الأوكرانية البولندية:
يقول لاجئون إنه بمجرد وصولهم إلى المعابر الحدودية ، يعطي حرس الحدود الأوكراني الأولوية للأوكرانيين ويرسلون الآخرين (غالبيتهم من دول أفريقية)، إلى الجزء الخلفي من قائمة الانتظار، والتي يمتد بعضها لمسافة كيلومترات. كانت هذه هي تجربة كواديو سيميون من ساحل العاج.
قال سيميون، وهو شاب حديث التخرج كان يدرس في مدينة خاركيف الشمالية الشرقية ، إنه وأصدقاؤه قد قطعوا أكثر من 1000 كيلومتر غربًا عبر البلاد إلى مدينة لفيف الأوكرانية ومنها إلى قرية على بعد حوالي 75 كيلومترًا من مدينة لفيف على الحدود مع بولندا.
وتابع سيميون قائلاً إنهم تمكنوا من هناك من ركوب حافلة، لكنها أبعدتهم مسافة عشرة كيلومترات فقط عن البلدة.. «مشينا أكثر من 65 كيلومترا في درجات حرارة شديدة البرودة».
وكتب طالب أفريقي وصل إلى الحدود بين أوكرانيا وبولندا على «تويتر»، أن الشرطة والجيش الأوكراني يرفضان السماح للأفارقة بالعبور. ونُشر مقطع فيديو أظهر السلطات «تهدد بإطلاق النار عليهم».
 وغرَّدت مراسلة «بي بي سي» ستيفاني هيغارتي، على حساب مماثل لطالب طب نيجيري، قائلة إن حرس الحدود الأوكرانيين منعوا السود من العبور إلى بولندا، قائلة: “عليهم السماح للأوكرانيين بالمرور أولاً».
بعض الطلاب قالوا لصحيفة  البولندية إنهم أُجبروا على الخروج من الطوابير وأُهينوا؛ فيما خدعهم سائقو سيارات الأجرة، وأن كل هذا استمر على ما يبدو لأيام في بعض الأحيان.».
صحيح أن قانون التمييز العنصري ألغي سنة 1956 في الولايات المتحدة، لكنه ما زال سارياً في النفوس في كل أطراف الكون.