أنطوان القزي

 

رفض السيد حسن نصرالله في كلمته يوم الثلاثاء كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، بأسلوبه ومضمونه، كما رفض تنصيب الرئيس الفرنسي نفسه وصياً على لبنان ومدعياً عاماً وقاضياً يصدر الاحكام على مختلف القوى السياسية والمسؤولين الدستوريين. ووجه نصرالله تنبيهات الى ماكرون للإلتزام بأصول التخاطب، تاركاً في الوقت عينه الباب مفتوحاً لاعادة إطلاق المبادرة الفرنسية. وللمفارقة، فإن الامين العام لحزب الله هو الوحيد من بين السياسيين اللبنانيين الذي رأى في كلام ماكرون «تطاولاً» ..

لن أخوض في جدل بيزنطي مع السيّد حتى لا أغيظ ضيّقي الصدور من الذين لا يتقبّلون الرأي الآخر، ولكني أحيل السيّد على خبر قرأته أمس عمّا تفعله بلاد “الوالي الفرنسي المستعمر”.

 

 

“فقد بثت القناة الفرنسية العامة “فرانس 2” واذاعة “فرانس انتر” أمس الخميس برنامج “كلنا متحدون من أجل لبنان” الذي تضمن حفلة كبيرة على الهواء لدعم البلد الذي يجهد للتعافي بعد انفجار مرفأ بيروت.
وشارك في الحملة فنانون وإعلاميون

واليوم سيجمع الصليب الاحمر الفرنسي تبرعات سيعاد توزيعها بالكامل على الصليب الاحمر اللبناني والمنظمات غير الحكومية الداعمة للثقافة والتراث، كما أفادت مجموعة “فرانس تلفزيون” المشرفة على وسيلتي الاعلام.

والحدث البارز سيكون أمسية خاصة تبث مباشرة من قصر الاولمبيا في باريس تتضمن حفلة موسيقية بقيادة الموسيقي ابراهيم معلوف وستضم فنانين منهم فياني وفلوران بانييه وكلارا لوتشاني وهبة طوجي وباسكال اوبيسبو وبرنار لافيلييه وماتيو شديد وستينغ وميكا.

وصرّح ارنو نغاتشا مدير الاحداث الخاصة في “فرانس تلفزيون” أنه “نظراً الى التعاطف الكبير الذي شعر به فرنسيون كثر، وبما أن لفرنسا ولبنان روابط تاريخية قديمة، اعتبرنا بأنه علينا العمل لجمع وجوه عالمية للمشاركة في هذه الحفلة”.

من جهتها، قالت لورانس بلوش مديرة الاذاعة إنه “لم يكن هناك معنى لتنظيم حفلة موسيقية ضخمة بعد شهرين من المأساة بدون العودة الى لبنان للتحقق كيف تنجح البلاد أو لا تنجح في إعادة اعمار بنيتها واستعادة أنفاسها ومعالجة الجرحى وتطوير النظام السياسي والاستعداد لمستقبل أكثر تفاؤلاً”.

إنتهى الخبر.

علماً بلاد “الوالي” أرسلت منذ 4 أب حتى اليوم 83 طائرة مساعدات عدا ما ذكرناه في عدد الاربعاء في هذه الزاوية عما قام به 700 جندي فرنسي في مرفأ بيروت.

وعدا المؤتمر الدولي الذي سيدعو اليه الوالي الفرنسي ” الذي لا يجيد التخاطب” لمساعدة شعب لبنان الذي أفقره الولاة الصغار المحليون الذين “يجيدون فنّ التخاطب” والذين يدّعون حب شعبهم.

وختاماً ، أخبرنا سماحة السيّد عن الوالي الفرنسي “الذي نصّب نفسه وصيّاً ومدعياً عاماً وقاضياً” ولم يخبرنا سماحته عن الوليّ الفقيه ودوره في لبنان؟!.