في 24 أيار مايو 2004 استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في قصر الرئاسة في رام الله وثمّن زيارته الى فلسطين.
في 27 أيار سنة 2004 ترأس البطريرك الراعي قداساً في بيت لحم وقال في عظته:» إن هذه الأرض هي أرضنا وهنا رسالتنا وحياتنا وهويتنا..من حق الفلسطينيين المطالبة بدولة مستقلة وأن تكون القدس الشرقية على الأقل عاصمتها وأن يعود الفلسطينيون الى أرضهم».
وتوجّه الى كل الفلسطينيين قائلاً:«أثبتوا في أرضكم، لا تبيعوا أرضكم ولا تهاجروا وإلا بعتم ذواتكم، حافظوا على هذا الإرث الثمين مهما كانت التضحيات».
هل تعلمون ما الذي حصل يومها؟!.. انهمرت انهمرت التخوين والعمالة
و «الصهيَنة» على البطريرك لأنه تفقّد أبناءه في أرض السلطة الفلسطينية!!.
والأسبوع الماضي ، لدى عودة البطريرك من فرنسا بعد لقائه الرئيس ماكرون، تحوّل الراعي مجدداَ الى علامة استفهام، وتحوّلت الحسينيات الى منابر تعطي الراعي دروساً في الوطنية، لأن مجالس العزاء تحوّلت الى محطات لإطلاق المواقف السياسية؟!.وكأنه يحق للجميع أن يدلوا بدلوهم السياسي ولا يحق ذلك لسيّد بكركي!..
فالمفتي الجعفري الممتاز عبد الأمير قبلان المتخصّص في انتقاد البطريرك أسبوعياً قال: «لبنان يصنع في لبنان وليس في الطائرة ، والسيادة الوطنية تكون على أبواب مجلس النواب وليس بالأوراق المحمولة جوّاً!!!
علماً أن قبلان الشاطر بالتاريخ يدرك جيّدا ان بكركي صانعة لبنان الكبير التي تشبّثت به بكل أطرافه، لا تحمل أوراقاُ بل تنقل هموم اللبنانيين وترفع صوتهم وتتحدث عن معاناتهم!. ثم ما دامت السيادة الوطنية على أبواب مجلس النواب، فلمن يجب أن يقال هذا الكلام يا صاحب السماحة؟؟!.
أما رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين فقال:» يسافرون الى الخارج.. وقلنا ونقول لهم لا تتعبوا!!.
وما دام الخارج يثير هذه الحساسية، فمن القائل: «إن أموالنا من ايران ولا نخجل بذلك وأن قرارنا من ايران وإن مساعداتنا من ايران وان مرجعينتا في ايران؟»
والسؤال:هل ايران في الداخل أم في الخارج؟!.
يبدو انهم استسهلوا جعل بكركي مكسر عصاهم لأنها لا تتخاطب بلغة السلاح والسقوف العالية!.
ومن يقرأ تصاريح محمد رعد والشيخ نبيل القاووق والنائبين حسن فضل الله ومحمد خواجة الأسبوع الماضي، يدرك أن ما أوردناه ليس سوى نقطة في بحر التحامل على بكركي.

والمنافسة بين فرنجية وأزعورلا تحتاج إلى كل هذه الراجمات باتجاه بكركي بل الى فتح أبواب البرلمان والتسليم بالديموقراطية، ولينجح مَن ينجح؟!.