نظمت العلاقات العامة في حزب الله يوم الأحد جولة حاشدة للقيادات والفاعليات المسيحية من مناطق زحلة والبقاع وبعلبك وصيدا وجزين وصور في معلم مليتا السياحي في منطقة اقليم التفاح بمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
والطريف أن المدعوين كانوا نحو 15 وتضاعف عددهم الى أن تجاوز الثلاثين ، لأن بعض الأكليروسيين الصغار تمنّوا مرافقة مطارنتهم، فاضطر «حزب الله» الى استبدال ال”ميني باص” بباص كبير من الباصات المكيّفة التي تمّ بواسطتها تهريب مقاتلي «داعش»
ماذا تعني تظاهرة الاكليروس الى مليتا؟
أولاً – بالمعنى الوطني، ساهموا في الشرخ الحاصل، وبدل أن يكحّلوها، أعموها، وهم يدركون حيداّ أنهم أراحوا جماعة الممانعة وأزعجوا «السياديين».
ثانياً :بالمعني الكنسي، كانت مسرحية مثيرة: فكانت وعظات الأحد بين البطريرك الراعي والمتروبوليت عودة في مكان وهمروجة وفد الإكليروس الى مليتا في مكان آخر.
بالمعنى الرعوي، يدرك الاكليرسيون أن رياحهم يوم الأحد كانت تجري عكس سفن معظم أبناء رعاياهم.
ثالثا: بالمعنى المنطقي، لماذا لم يحتشد هؤلاء على باب قصر العدل ليطالبوا بكشف الحقيقة عن تدمير نصف بيروت في 4 آب 2020، ولماذا لم يقفوا على باب مجلس النواب ليطالبوا برفع الحصانة عن النواب الذين استدعاهم التحقيق. ولماذا لا يطالبون الحزب بإعادة الأملاك البطريركية في لاسا والرهبانية في الرمل العالي والحدث وعيرها؟!.
لسان حال اللبنانيين اليوم يقول: فليذهبوا الى مليتا شرط أن يعدلوا في زياراتهم!.
فإذا كان الاكليريسيون يعتقدون أنهم بهمروجتهم هذه سيغيرون شيئاً وسيقرّبون المسافات، فقد جاءهم الرد سريعاً وفي ذات اليوم على لسان محمد رعد الذي استخف وسخر بمن يمثلون رافضاً اي مرشح آخر لرئاسة الجمهورية يختارونه قائلاً «رح نشوف مين نفَسو أطول» .. أليس هذا إلغاءً واستصغاراً لرعاياهم!.
على كل حال سنرى نتائج هذه الهمروجة وإن غداً لناظره قريب.
ختاماً ، نذكًر الأكليروسيين بما قاله البطريرك الراحل مار نصرالله صفير عندما سألوه:» لماذا لا تزور دمشق» أجابهم :» لو اعرف أن زيارتي ستغيّر شيئاً، أزورها اليوم قبل غداً»!.
في المحصلة ، اعطى الاكليروسيون يوم الأحد للحزب مباركة على مناورة عرمتى وورقة أقوى من ورقة مار مخايل.
ذهب هؤلاء بعلم أوليائهم أو بغير علمِهم، في الحالتين أكثر من تصف اللبنانيين ضد هذا التوجّه!.