«لا أحد يفوز بجائزة بوكر بسبب هويته» هكذا صرحت غابي وود المديرة الأدبية لجائزة مان بوكر الإنكليزية عقب الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة، والتي جاءت مفاجئة من نواح عدة. اكتسحت الكاتبات القائمة، كما شكل السود الظاهرة الأخرى الأشد بروزاً.
أما ما أثار بعض الناشرين الإنكليز فهو الوجود الطاغي لذوي الجنسية الأميركية ضمن القائمة. لم يحالف الحظ الروائية هيلاري مانتل باستكمال رحلتها مع «البوكر» لتكون مؤهلة للفوز بها للمرة الثالثة، حيث خلت القائمة القصيرة من روايتها «المرآة والنور» ضمن ثلاثيتها «توماس كرومويل» بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان الإنكليزية في تقرير لها.
بحسب «الغارديان»، تعد هذه القائمة الأكثر تنوعاً في تاريخ الجائزة، حيث يواجه الكتاب: يان كوك، أفني دوشي، دوغلاس ستيوارت، وبراندون تايلور، كلاً من الزيمبابوية تستسي دانغا ريمبغا والاثيوبية الأميركية مازا مينغيست.
أعمال أولى
على الرغم من أن بعض الكتاب قدموا للجائزة أعمالهم الأولى إلا أن المحكمين وجدوا أن هؤلاء الكتاب لديهم الكثير ليقولوه، وأنهم يقولونه بطريقة تبدو أكثر ثراء عند قراءة أعمالهم للمرة الثانية.
المخضرمة دانغا ريمبغا التي قبض عليها مؤخراً في العاصمة هراري أثناء احتجاج سلمي ضد فساد الحكومة ومن المقرر أن تمثل أمام المحكمة اليوم، قدمت لـ «بوكر» هذا العام روايتها «هذا الجسد الحزين» تتمة لرواية سابقة تحولت إلى فيلم وهي بعنوان «الظروف العصيبة» وصدرت في عام 1988. وتتابع الرواية الجديدة رحلة امرأة تحاول أن تبني حياتها في زيمبابوي بعد انقضاء المرحلة الاستعمارية.
وبروايتها «ملك الظل» تكون مازا مينغيست أول كاتبة اثيوبية تدخل قائمة البوكر القصيرة بعد تعديل قواعد الجائزة الذي تم في عام 2014، والذي يسمح لأي كاتب يكتب وينشر بالإنكليزية ويعيش في المملكة المتحدة بالترشح. وكان صناع النشر، بحسب صحيفة «أيريش تايمز»، قد انتقدوا هذا القرار على نطاق واسع، محذرين من أنه سيؤدي إلى هيمنة الكتاب الأميركيين على الجائزة. وقد فاز بالجائزة، بالفعل، منذ ذلك التاريخ الروائيان جورج ساندرز وبول بيتي بعد تغيير القواعد.
حكايات متنوعة
تتراوح موضوعات الروايات المتنافسة ضمن القائمة القصيرة بين طفل غير عادي نشأ في الطبقة العاملة في غلاسكو في الثمانينيات من القرن الماضي، إلى رجل يكافح العنصرية داخل الحرم الجامعي انضم إلى رحلة في البرية بعد كارثة بيئية، كما ننصت إلى امرأة في علاقتها بوالدتها المسنة أثناء سفرهما عبر الهند، في سعيهما لاكتشاف قوة المرأة، ونتابع كيف ثار الناس العاديون في اثيوبيا في ثلاثينيات القرن الماضي للدفاع عن بلادهم ضد الغزو الإيطالي.
ووصفت «أيريش تايمز» هذه المجموعة من من الروايات بأنها «متنوعة، رائعة، ثرية، ومثيرة للغاية». وقالت غابي وود «كل عام يعتبر التحكيم لجائزة البوكر عملاً استكشفاياً، وربما كانت هناك اكتشافات أكثر من المعتاد لهذا العام..
ما حدث هو إيمان المحكمين بالتجارب الروائية الأولى». يذكر أن الجائزة التي تبلغ 50 ألف جنيه استرليني، ويعلن عن نتيجتها النهائية في 17 نوفمبر المقبل، فازت بها في العام الماضي مناصفة برناردين إيفاريستو ومارجريت آتوود.
خطأ تقني يعلن الفائز مسبقاً
إضافة إلى مفاجآت «البوكر» هذا العام، فقد بين أحد المغردين أن موقع الجائزة قد أعلن (استباقياً) عن الفائز النهائي بالجائزة معيناً اسم الروائي براندون تيلور، وذكر ذلك في تغريدة له.
وسرعان ما أوضح المنظمون أن «الإعلان» كان نتيجة خلل فني، وأن هيئة المحلفين لم تختر الفائز بعد.